Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

الوحش..!!

همزة وصل

A A
لقد اخترع العالم وحشاً هائلاً، والخوف كل الخوف هو أن يفقد العالم السيطرة على هذا الوحش الذي بات مخيفاً حد الجنون، وجميلاً حد الوله، ورائعاً إلى درجة (لا) يمكن أن يُصدِّقها أحد، وأذكر ويذكر العالم كله كيف كنا قبل أن تدخل التقنية إلى عالمنا، وكيف كانت تمضي حياتنا دونها!! يوم كان ابنك يسافر وتظل في تعبٍ وعذابٍ وقلق إلى أن تصلك منه رسالة بعد شهور، تُفيدك أنه وصل إلى وجهته، فتحمد الله على سلامته، وترد له الخطاب في خطابٍ جديد ربما يصله أو (لا) يصله، وكذلك كل التعاملات الحياتية بما فيها التحويلات المالية، والتي هي عصب الحياة، ومن جمال التقنية أنها بالفعل سهَّلت واختصرت كل شيء، وقرَّبت كل المسافات، وألغت القلق والخوف، وقدَّمت الطمأنينة للعالم في هيئة متطورة جداً، وقدَّمت للإنسان خدمات في كل مناحي الحياة..!!

ولأن للحياة قيمة، استطاع الإنسان المبدع أن يجد فرصة للإبداع، كما استطاع الرمم أيضاً تقديم أنفسهم للآخر بالطريقة التي هم يريدونها، لكن المؤلم حقاً هو أن هذا الوحش (لا) يُمانع في أن يمنح كل المستخدمين الفرصة دون قيود، وهنا يكمن الخلل الذي بات حقيقة مؤلمة مع ومن التافهين جداً، أولئك الذين اعتقدوا أن التعرِّي ولغة الأجساد هي اللغة التي تستطيع أن تحقق لهم المكاسب المادية دون تركيز على المحتوى، فانتشروا واشتهروا، فكانت الكارثة، وهنا يحضر القلق من هذا المارد الذي انفك من قيده، وخرج علينا بوجهه الكالح الكريه..!!

خاتمة الهمزة.. (لا) تتركوا أبناءكم وبناتكم كما تترك السلحفاة بيضها تحت رمال الشاطئ، ومن ثم تُغادره ليفقس، ويواجه الصغار مصيرهم مع الحياة والموج، والرياح والطيور البحرية.. وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store