Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

شركة دراسات تملكها الجامعات السعودية

A A
الأبحاث والدراسات الاقتصادية والمالية والتنموية المكلفة بها بعض من شركات الدراسات الدولية المتخصصة تحتاج إلى إعادة نظر والبحث عن بدائل وطنية تقوم بها أو ببعضها، وأجزم بأن الجامعات الحكومية والأهلية في المملكة قادرة من خلال الكفاءات العلمية المتميزة في مختلف المجالات المتخرجة من جامعات عالمية متميزة تستطيع أن تقدم دراسات منافسة لما تقوم به هذه الشركات الدولية.

إن نجاح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز والمصنفة من ضمن أوائل الجامعات العربية بناءً على الإمكانات العلمية والفنية والجودة العلمية والاعتمادات الأكاديمية الوطنية والدولية قادرة على تقديم نموذج منافس أو أفضل من ما تقدمه الشركات الدولية المتخصصة بالدراسات والأبحاث لو أتيحت لها الفرصة أو أعيد تنظيمها، وتمشياً مع التوجه نحو خصخصة الجامعات الحكومية فإن طرحي اليوم يتمحور في فكرة إنشاء شركة أبحاث ودراسات تملكها الجامعات الحكومية والأهلية للاستفادة من الكفاءات العلمية المتخصصة في مختلف المجالات لتقديم دراسات منافسة للشركات العالمية.

وأجزم بأن الإمكانات المتوفرة في الجامعات السعودية هي أكفأ من الكفاءات العاملة في شركات الدراسات العالمية والتي في بعض الأحيان تفتقر إلى الخبرة والشهادات العليا في هذه المجالات.

لقد نجحت سياسة المملكة في توطين الصناعات الوطنية وفرض منتجاتها على المشاريع الحكومية، ونجحت سياسة وزارة الموارد البشرية في توطين الوظائف الفنية والمتخصصة والأمثلة والشواهد كثيرة جداً على تميّز الكفاءات السعودية في الكثير من التخصصات والعديد من المشاريع.

إن فكرة إنشاء شركة دراسات وأبحاث تملكها الجامعات السعودية هي فكرة تستهدف الاستفادة من العقول السعودية المتخصصة في اعداد دراسات مستقبلية في مشاريع الرؤية المستقبلية، وإذا كانت جهود بعض مراكز الأبحاث المتوفرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز استطاعت أن تنجح في إيجاد موارد دخل جيدة إلى حد ما رغم الصعوبات التي تواجهها في المنافسة لدخول المناقصات الخاصة بالدراسات والأبحاث إلا أنها لا تمثل سوى نسبة بسيطة جداً من إجمالي حجم المشاريع المطروحة في هذا القطاع من الأبحاث والدراسات، والحقيقة أنها جهود فردية من جامعات أو أشخاص في مراكز البحث يشكروا عليها إلا أنها لا تزال قليلة جداً أمام حجم وقيمة المطروح في سوق الدراسات والأبحاث، كما أن فكرة إيداع الإيرادات الجانبية للجامعات بصفة عامة لحساب وزارة المالية لن يحفز الجامعات لمضاعفة الجهود في قطاع الدراسات والأبحاث وغيرها لكن فكرة استقلالية الجامعة بمواردها وإعادة صرف الموارد في تنمية الجامعات وزيادة دخل أعضاء هيئة التدريس والباحثين فيها سيدفع الجميع لمضاعفة الجهود لضمان دخل إضافي ينعكس عليهم ايجاباً.

إن القرارات السابقة التي صدرت بتشجيع المكاتب الاستشارية للدخول في مناقصات الدراسات والأبحاث كانت إيجابية، ولكن ضعف سوق الدراسات لهذه المكاتب الاستشارية جعلها في موقف ضعيف يفتقر إلى الكفاءات المتخصصة التي تستطيع أن تقدم عملًا منافسًا.

هذا ما يدفعني إلى اقتراح دخول الجامعات السعودية بعمل مشترك لإنشاء شركة أبحاث على مستوى وطني تتولى مهمة الدراسات والأبحاث على مستوى الوطن، وإذا كان هناك حاجة للاستفادة من بعض الخبرات الدولية فلا أرى مانعًا من الاستفادة منهم ولكن ليس بصفة كاملة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store