Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قراءة حول الموازنة العامة

A A
تدل كل المعلومات التي قدمها وزير المالية والحشد الإعلامي من الوزراء المعنيين بأن الطرح في هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة شكلًا ومضمونًا مستفيدًا من التقدم التقني الذي شهدته المملكة والذي رفع من فاعلية كل الوزارات والمرافق الحكومية وجعلها أكثر شفافية وسهلة التناول والقراءة بصفة عامة.. والواقع إن المعلومات تبشر بخير عن صحة الاقتصاد وأن القادم سيكون أفضل حيث لم يعد كل شيء مرهوناً بحالة البترول وتذبذبات أسعاره مع إنه لا زال مصدرًا رئيسًا للدخل العام في المملكة، ولكن الديناميكية التي ظهرت في القطاعين الخاص والعام وتركيز دعم الدولة لمواجهة الأزمات مثل جائحة كورونا العالمية في الوقت الذي يوجد مجهود حربي يُسير الدعم اللوجستي له بهدوء واهتمام خاص.

الخبر المفاجئ والمطمئن أن الدخل القومي في ازدياد والعام القادم يبشر بوجود فائض حسب تقديرات الميزانية.. وبالنسبة للدين العام هناك معلومة غير واضحة وهي التكلفة السنوية لذلك الدين والمدة المتوقع إحراقه خلالها.. ولعل المعنيين في وزارة المالية والاقتصاد الاهتمام بجلاء الغموض حول ذلك.. والملاحظ إنه لا يوجد إعلام يتعامل بطرق احترافية في مجال الاقتصاد يطرح الأسئلة التي تعطي المسؤولين فرصة إيضاحات مستفيضة وتنبه للنقاط الحرجة مثل مستقبل النمو الاقتصادي والدين العام والدخل القومي.. والملاحظ أيضًا عدم ذكر الخطط الخمسية وماذا حصل للمشاريع المرتبطة بها أم... إنها أصبحت من آليات الماضي تخطاها الزمن بإيقاع متسارع...! القيمة المضافة لا شك إنها أصبحت مؤثرًا إيجابيًا في الموازنة العامة ولكن ألا يحتاج الأمر مراجعة آثارها على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المتدني والمتقاعدين والمعتمدين على الضمان الاجتماعي المحدود لأنها تشمل الجميع بدون استثناءات.. الاستثمارات العامة كما يبدو بدأت تظهر نتائجها الإيجابية ومن الواضح أن المملكة أصبحت منطقة جذب عالٍ للاستثمارات الأجنبية يدعم ذلك الانفتاح السياحي وحسن الإدارة وإعادة تأهيل المواقع الأثرية في كل مناطق المملكة وهذا ما يرفع نسبة الفضول والرغبة للمجيء إلى المملكة من كل الجنسيات وعندما تختفي جائحة كورونا سنرى طفرة اقتصادية جديدة من المتوقع أن تفوق آثارها الطفرات السابقة.

واختم هذه القراءة المختصرة عن الموازنة بعبارة إن تحدي التغيير حتى ينضج وينمو لا بد أن يكون له طابع شمولي يمسك بأطراف خيوط شؤون المجتمع مجتمعة وما نراه من رؤى ومبادرات تشكل حراكًا تنمويًا في كل الاتجاهات هو من ضرورات التكامل والنهوض بالمجتمع.. وإدارة المال العام وتوجيهه نحو الصالح العام في شكل موازنة الدخل والمنصرفات بدقة وشفافية يطمئن المجتمع حتى يكون الجميع على علم وهذا الانطباع الذي ظهر من أرقام الموازنة يطمئن ويبشر بالخير وهو في أيدٍ أمينة..

ومشروع الجزيرة العربية الخضراء بما يعد به من عوائد بيئية أصبح حلمًا يرتجى وآخر الأخبار المبهجة مشروع تطوير جدة التاريخية الذي أعلنه ولي العهد محمد بن سلمان.. حفظ الله وطننا وولاة أمرنا وحماة أمن الوطن على كل الجبهات من كل سوء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store