Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

سنة ميلادية جديدة وأزمات متصاعدة..!

A A
أجواء المشهد العالمي ملبدة بغيوم الأزمات المتصاعدة في كل المجالات في مقدمتها الصحة بسبب وباء كورونا الذي بدأ قبل عامين وبعد أن ظن المجتمع الدولي أنه انحسر وبدأت الحياة تعود لطبيعتها عاد في أشكال مختلفة مثل (المتحور أوميكرون) الذي تشير التنبؤات بأنه أخطر وأسرع انتشارًا من السابق لدرجة أن دول كبرى يتعدى عدد الإصابات فيها الألوف مثل بريطانيا وأمريكا وروسيا والدول الأوروبية.. الاقتصاد العالمي ضحية مؤكدة وآثاره لا تقتصر على بلد دون آخر لأنه مثل الجسد إذا مرض عضو تداعت له باقي الأعضاء دول ومجتمعات وبشر..!

الصراعات على السلطة في بعض الدول -المنطقة العربية على وجه الخصوص- لا بريق أمل في توقفها والضحايا بالمئات إن لم تصل الألوف والتصعيد مستمر وعندما يكون هناك نزاع مسلح وشح مواد طبية وغذائية وحروب وفوضى فإن شرائح المجتمع محدود الدخل والحيلة تكون المتضرر الأكبر وتجار الحروب المستفيد الأكبر.. اليمن والعراق ولبنان وسوريا وليبيا وتونس أمثلة صارخة يصعب التنبو بحلها في القريب العاجل.

التصعيد الجاري بين روسيا والصين من جهة وأمريكا وحلف الناتو من جهة أخرى إذا لم يتم احتوائه فيما بين أمريكا وروسيا على مناطق التماس قد يتحول في العام القادم إلى صراع دولي على مستوى القمة يهدد السلم العالمي وتنعكس آثاره الكارثية على كل الأقاليم والقارات، والمتابع لما يجرى على الهواء من الحوارات وتبادل الاتهامات يذكر بأزمة الصواريخ الروسية التي أرادت روسيا زرعها في خاصرة الولايات المتحدة الأمريكية في جزيرة كوبا المجاورة ولكن حكمة القادة في ذلك الوقت احتوتها وجنبت العالم حدوث حرب نووية بين القطبين أمريكا وحلف الناتو والاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا.. وكما يبدو أن شهوة الحروب الكبرى متأصلة في جينات الدول الكبرى أيضًا التي تكمن قوتها العسكرية في استمرار صناعة العتاد الحربي بكل أنواعه من الاسلحة الخفيفة إلى المتوسطة إلى رعب سلاح الدمار الشامل إلى الفشل في ردع الدول المارقة مثل إيران وكوريا الشمالية من سعيها لاقتناء الأسلحة المحرمة دوليًا.

مشاكل أمريكا الداخلية تؤثر سلبًا على صناعة قراراتها الدولية لأن الحزب الحاكم متأثر بالتطرف الليبرالي داخل الحزب الديموقراطي الذي لا يملك أغلبية عملية في (السنت) وقد يخسر الرئيس جو بايدن في الانتخابات القادمة ويعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

على جبهة المنافسة القطبية بين أمريكا والصين وروسيا فإن الخلاف حقيقي مصدره أمني واقتصادي.. والصراع من أجل المنافسة على الأسواق ومناطق النفوذ الإستراتيجية في العالم.

ومن هذه السلسلة من المعضلات والمواقف يتضح أن العام الجديد قد يكون أسوأ من العام الحالي 2021م.. هذه نظرة تشاؤمية مع الأسف الشديد للمنطقة العربية على وجه الخصوص.. ويبقى الأمل كبيرًا في أن تبقى دول مجلس التعاون الخليجي العربي محافظة على تماسكها وادارة شؤونها الاقتصادية بحكمة وحذر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store