Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الاستشراف القادم في العام الجديد

A A
الاستشراف عملية تصورية يعتمد على الحاسة السادسة لدى الإنسان تدعمها الخبرة وسعة الاطلاع والمخزون الثقافي والنظرة الثاقبة في وحول ما يمكن حدوثه على المدى البعيد أو في القريب العاجل، وكلما توفرت المعلومات بأشكالها الوصفية وأرقامها الإحصائية يقترب الاستشراف من دائرة المعقول وإمكانية التحقق.

العام الجديد 2022م مثقل باحتمالات كثيرة منها ما يمكن تحقيقه ومنها ما هو في دائرة التمني.. والمناطق المتأزمة في العالم كثيرة والاستشراف الذي يعتمد على التمني إن الأطراف المعنية في تلك الصراعات سيتوصلون لقناعات بأن الوقت قد حان لاتخاذ طريق السلام بدلًا من الاستمرار في القتل والتدمير والتهجير المؤلم الصادم لكل المحركات الإنسانية خاصة وإن وسائل البث المباشر كاشفة لكل آلام العصر وكل الممارسات الإنسانية من جراء الصراعات في كل مكان من العالم ابتليت به الشعوب والمجتمعات والضمير الإنساني يقف حائرًا في ماذا يعمل لأن التدخل المباشر قد يزيد من حدة التوتر والابتعاد يُعد فشل في وقف النزيف والحفاظ على الأرواح والممتلكات وهدر الإمكانات المادية والمعنوية.

ومع وجود السوشال ميديا التي تملك زمام الانتشار الآني والتغيير السريع أصبحت الكلمة المكتوبة والاستشراف في قالب مقال محدد بزمان ومكان كأنه يأتي بعد سحب الستار على المشهد ويفقد ميزة السبق ومع ذلك يحتفظ بميزة التوثيق الدائم في مدونة الكاتب وسجلات المطبوعة الورقية.. وجود النص على صفحة ورقية سيظل له مكانه وعشاقه وأهميته التوثيقية على المدى الطويل ولكن الضغوط التي تواجه الصحف الورقية يقلل من أهمية مرجعيتها لنشر المقالة سواء كانت يومية أو أسبوعية، ولا أحد يعلم ماذا ستكون عليه الأحوال في العام الجديد2022م.. مع إن كل الصحف بالإمكان تصفح موادها عن طريق الموقع والشيخ قوقل المبهر ولكن تدخل الإعلانات الدعائية يفسد على القارئ الاستمتاع بالقراءة.

الاستشراف في بداية عام جديد متوقع من كتاب الرأي وما تدلف به الصحف في بداية العام على وجه الخصوص له مكانه خاصة والظروف التي يمر بها العالم في هذا الزمن المضطرب تفرض نفسها بقوة والمتوقع أن تستمر ما لم تحصل انفراجات توافق بين أمريكا وروسيا بخصوص أوكرانيا.. وعلى طاولة المفاوضات النووية بين إيران و5+1 في فيينا وفي كلتا الحالتين يشكل الضعف الأمريكي والتردد الأوروبي معضلة على مستوى القمة في صناعة القرارات الدولية الحاسمة.. وفي منطقة الشرق الأوسط فإن استمرار العبث الإيراني سيستمر حتى ينتهي حزب حسن نصر إيران ويتوقف الدعم للحوثي المنشق على السلطة الشرعية في اليمن.

على المستوى المحلي الجوانب الاقتصادية والتنموية واعدة والاستثمارات في المشاريع المستدامة سيظهر مردودها الإيجابي في العام 2022م، وما بعد.. بالإضافة الى فتح شهية جاذبة للاستثمارات من الخارج لأن رأس المال على الدوام يبحث عن المشاريع والبيئة الناجحة وفرص الاستثمار التي ينمو فيها ويحقق عوائد مجزية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store