Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الجهد الكبير للشيخ عبدالمحسن الحكير

A A
في عام 1400 حصل في حياتي حدث غريب وهو رؤية المراجيح "الملاهي الكهربائية الحديثة" أما المكان فهو ملاهي "الحكير" في حي الربوة حيث كنت في تلك الأيام برفقة أسرتي في زيارة سريعة للرياض، وقد أتينا من المدينة المنيرة التي كنا نسكن فيها آنذاك.

لقد كانت دهشتي طويلة وعريضة وأنا أشاهد تلك المراجيح التي تتقلب من الأسفل إلى الأعلى وأنا بداخلها أسابقها في الفرح وهي تسابقني في الدوران.

منذ ذلك العهد انغرس اسم "الحكير" في ذاكرتي وأصبح الترفيه اسمًا من أسماء "الحكير"، كما أصبح مجرد ذكر اسم هذه الأسرة الكريمة ينقلني إلى عالم السرور والحبور.

بعد هذه المرحلة من الترفيه والسعادة دارت الأيام ثم أصبحت طالباً في الجامعة الإسلامية، وفي تلك الأيام كنا نرتاد مقهىً جميلاً اسمه "الأندلسية" يتربع فوق جبل في منطقه الجرف في المدينة المنيرة، وحين سألت أحد العاملين في هذا المقهى الذي كان ينشر الفرح والجمال والأكل المميز قال: "المكان ده تبع الحكير" بعدها دارت الأيام والسنون وإذا بشيخي "عبدالرحمن المعمر" -حفظه الله- يتصل بي ويعرض عليّ الذهاب معه إلى "اثنينية الحكير" التي تعقد مساء كل اثنين، وأصدقكم القول بأنني فرحت فرحاً عريضاً بهذه الدعوى، ولبست أحسن الثياب وذهبت بمعيته، حينها التقيت بالشيخ القدير "عبدالمحسن الحكير".

بعد هذا اللقاء توطدت العلاقة، وأصبحت أتواصل معه باستمرار، ولا أذكر أن أسبوعاً مر إلا وقد غمرني برسالة أو اتصال يشجعني فيه على شيء قلته، أو أمر صورته، أو يرشدني إلى خير سهوت عنه، أو يعرض عليّ عرضاً يرى أنني أستحقه.

إن القريبين من الشيخ "عبدالمحسن الحكير" يعرفون أنه من رجالات الأعمال، ولكن العمل لم يأخذه عن المسؤوليات الاجتماعية المتعددة، التي يقوم بها، كما أنه يركز في استثماراته على تلك المشروعات التي تحسن من حياة الناس وتزرع بداخلهم البهجة وتساعدهم على الراحة، وقضاء الوقت الجميل.

وقد أحسنت هيئة الترفيه قبل فترة، حين كرمت الشيخ "عبدالمحسن الحكير" لأنه الرائد الأبرز في صناعة الترويح عن النفس، والمشروعات الترفيهية الحديثة.

لم يكن الشيخ "عبدالمحسن الحكير" رجل أعمال فقط، بل كان أيضاً رجلاً يستثمر بأبنائه، ويرى أن الاستثمار بالأبناء من أفضل وأجمل أنواع الاستثمار، وقد رأيت هذا بنفسي حين التقيت بأبنائه، تلك الكوكبة الصالحة من ذرية "الحكير"، وكلما قابلت واحداً منهم تعلمت شيئاً جديداً.

إنني ألتقي بصديقي "مساعد" دائماً كما التقي بإخوته النبلاء مثل "ماجد" و"سامي" و"مشعل"، وكلما قابلتهم أتعلم شيئاً جديداً، مثل؛ اكتساب فكرة اقتصادية خلاقة، أو خاطرة تلهمني وتفتح الطريق أمامي إلى بناء المستقبل.

لقد تتبعت ذهنية مدرسة "الحكير" التجارية، فوجدتها تقوم على نقطتين: الأولى هي ابتكار المشروعات الفريدة، وهذا يلاحظه كل من دخل مدن "الحكير" الترفيهية، أما الفكرة الثانية فتقوم على الاستحواذ على المشروعات المتعثرة وإعادة تدويرها لتصب في مصلحة خدمة الناس وازدهار الوطن، ومن يشاهد أبراج الخالدية في الرياض، وفندق الحمراء سوفتيل في جدة، يعرف مدى نجاح قدرة "الحكير" على إنقاذ مثل هذه المشاريع وإعادة إنتاجها وفق مساري التجميل والتكميل.

حسناً ماذا بقي:

بقي القول: أود أن أختم بنقطتين، النقطة الأولى: أعرف أن البعض من أصحاب النوايا الخبيثة، سيقول إن هذا المقال تلميع وتطبيل، ولا أستغرب هذا الكلام، لأن الكثير منا تعود على النقد أو الانتقاص من نجاح الآخرين، لذلك كل ما كتبته هنا، كتبته عن قناعة وعن إيمان صادق سيسألني الله عنه يوم القيامة، وأنا هنا أحتذي بنظرية شيخنا "عبدالرحمن المعمر" حين قال: "إذا لم نستطع أن نقل للمسيء أسأت، فلنقل للمحسن أحسنت"..

النقطة الثانية: إنني أستعرض في بعض حلقات "يا هلا بالعرفج" كتب من سير الناجحين الذاتية، وقد استعرضت حتى الآن أكثر من 40 سيرة، وكم أشعر بالأسف والحسرة أنني وأنا أقلب في رفوف المكتبات، لم أجد سيرة مكتوبة ترصد بدايات وانطلاقة ونجاحات الشيخ "عبدالمحسن الحكير" الذي أعتبره بمثابة والدنا جميعاً، لذلك وبحكم أنني أمون عليه، أطلب منه أن يعمل هذه الخطوة، وهي كتابة سيرته الذاتية التي نسمع بعضاً منها؛ منه أو من الرجال الذين عملوا معه.

الله الله يا أبا خالد؛ يا والدنا الغالي لا تنسى طلبي هذا، فأنا لم أطلب منك قبل هذه المرة، كذلك أطلب طلبي وأنا أرى الموافقة أمام عيني تأتيني من شفتيك قائلاً: "تم".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store