Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

خطورة السلاح النووي الإيراني...!

A A
خطورة السلاح النووي تبلغ ذروتها عندما تكون الدولة التي تملك قدرات نووية لديها نوايا عدوانية مسبقة وسارية المفعول كما هو الحال مع إيران التي لا تخفي سياستها العدوانية ضد دول الجوار وتجاهر بأنها تسيطر على أربع دول عربية -العراق وسوريا ولبنان واليمن- وهذا يشكل تهديدًا مباشراً لدول الخليج العربي والأمن القومي العربي والعالمي بكامله لأن أي دولة عربية تتعرض لعدوان سيلحق الضرر بالدول الأخرى، ثم أن أي عدوان على دول الخليج سيلحق أضرارًا جسيمة على مصادر الطاقة العالمية بكل تبعاته على كل دول العالم من النواحي الاقتصادية والتنموية والحياة بصفة عامة.. وفوق ذلك تهديد الأماكن المقدسة قبلة مليار ونصف المليار مسلم من سكان العالم. العناد الإيراني يتجاهل كل ذلك برغم أنها موقعة على اتفاقية الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل وموقفها يعد مخالفة صريحة لتلك المعاهدة التي تهدف في النهاية لتحريم امتلاك أسلحة الدمار الشامل بالكامل باستثناء الدول الخمس أعضاء النادي النووي الحالية والهند والباكستان كسلاح ردع بين الجارتين.

جدل الحوار الجاري في فيينا بين إيران والدول 5+1 التي أبرمت الاتفاق خلال ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. وانسحاب أمريكا من الاتفاق خلال ولاية الرئيس ترامب.. وتذرعت إيران بذلك.. وكثفت جهودها لتخصيب الوقود النووي ومنعت مراقبي منظمة الطاقة النووية من المراقبة والتفتيش على منشأتها النووية أسوة بالدول الأخرى الأعضاء في المنظمة الدولية للطاقة.. وبرغم الحظر الذي مُورس على إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها استطاعت الحصول على معدات وأجهزة طرد بطرق غير مشروعة.. وهذا دليل قاطع على نواياها العدوانية لتهديد وابتزاز دول المنطقة والعالم.

في البداية كانت إيران تدعي بأن إسرائيل تمتلك قدرات نووية وأن من حقها أيضًا أن يكون لديها القدرة لصد العدوان الإسرائيلي حسب زعمها مع إنها لم تدخل كطرف في أي صراع عربي إسرائيلي قط.. وأصبحت تهدد أمن الدول العربية وتجاهر بذلك عن طريق أبواقها في لبنان والعراق وسوريا واليمن وتدرب وتدعم عملاءها بصواريخ بلاستيكية لإطلاقها على المدن والأعيان في المملكة العربية السعودية منتهكة كل القوانين والأعراف الدولية.

والخلاصة أنه إذا أصبحت إيران دولة نووية فإن ذلك يعني نهاية (NPT) معاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل كما أنه سيصبح بالضرورة من حق دول الخليج العربي وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية امتلاك سلاح ردع نووي للتصدي لنوايا إيران العدوانية مثل الوضع بين الهند والباكستان.. كما أن أي ضمانات أخرى ستكون غير فعَّالة وهذه الرسالة التي يجب أن تكون واضحة على طاولة المفاوضات مع إيران في فيينا.

علاقة دول الخليج العربي مع أمريكا عميقة -استثمارات واستيراد ومصالح متعددة- ولكن أمريكا نفسها تمر بأزمات داخلية وفي سياستها الخارجية أيضًا مع روسيا والصين تنافس على مستوى القمة من أجل الهيمنة على العالم.. والسؤال الأخير في هذا المقام من يتابع سير المفاوضات في فيينا وأين أمانة مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية عن ذلك..؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store