Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

سبات الأمة.. في منظومة الصراع الحضاري!!

شذرات

A A
يتردد بين البعض قولُ كيسنجر لبيغن، ومفاده: إنني أسلمك أمة نائمة، أمة تنام ولكن مشكلتها أنها لا تموت، استثمر نومها فإنها إن استيقظت أعادت خلال سنوات ما أُخذ منها في قرون. تُرى إذا كان ما ورد صحيحاً، فهل ما زالت الأُمّة العربية والإسلامية في سبات عميق؟. أحسب أن بعضاً منها ما زالت في هذا السّبات، وآخرين أدركوا ما يدور حولهم وشمّروا عن سواعدهم وحاولوا توحيد صفوفهم لمواجهة ما يحيط بهم من مؤامرات شتّى تمّ الإفصاح عنها، وأخرى يُعمل بها وما زالت في الكتمان.

بعض المفكرين والفلاسفة وبعض كبار المسؤولين الغرب يؤمنون أن الخوف من العالم العربي ليس ناتجاً عن وجود البترول لديهم بغزارة، بل هو بسبب الإسلام وانتشاره.

ويُنسب الى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون القولُ: «إنّ دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه»..

أحد وزراء الخارجية السابقين في فرنسا -وربما كان اسمه هانوتو- يقول: «رغم انتصارنا على أمة الإسلام، إلَّا أن الخطر لا يزال ماثلاً من انتفاض المقهورين الذين أتعبتهم النكبات التي أنزلناها بهم، لأن همَّتهم لم تخمد بعد».

إن الاعتراف سيد الأدلة، وهناك العديد من قادة أوروبا يخشون الحركات الأصولية والإسلامية ومنهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يخشى من هذه الحركات لمزاعمها بسعيها نحو إزالة إسرائيل وإخراج الغرب من العالم الإسلامي وإقامة دولة خلافة موحدة وهو أمر غير مسموح به على حد قوله ولا يمكن احتماله مطلقاً.

وفي هذا الإطار يقول هنري كيسنجر: «إن عدونا الرئيس هو الراديكالية الناشطة في الإسلام التي تريد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة».

ربما كيسنجر قد شخَّص الحالة بالفعل، والراديكالية الإسلامية ليست خطراً على المجتمعات الغربية فحسب بل على المجتمعات الإسلامية أيضاً، وقد شهدناها في مصر والجزائر وتونس مؤخراً يحملون شعار إقامة دولة الخلافة الإسلامية ويتدثرون بشعارات وقيم إسلامية لتحقيق مآرب سياسية منها الوصول الى السلطة وكان لا بد من مقاومتهم وكشف نواياهم والحرص على عدم تمكينهم.

إن الميل الى المبالغة في تقدير دور الإسلام كمحرك لجميع المشاكل في المجتمعات الغربية انما يشكل صورة من صور الصراع الحضاري التي أذكاها سياسيون غربيون لغرض استنهاض هذا الصراع، حتى يكون سبباً في سعيهم الدؤوب إلى تفتيت البنيان الاسلامي والاستيلاء على مقدرات الأمة، فكان استثمار الجماعات الإسلامية المتطرفة أسهل الطرق أمامهم لإحداث هذا التشويه الثقافي والإعلامي للإسلام..

وحتى يخرج المسلمون من كوابيس سباتهم لا بد أن يعوا أن عليهم أولاً تفكيك مسببات هذا الصدام الحضاري المفتعل والتأسيس الصحيح لطرق التعايش بين الشعوب والحضارات والأديان، بالقضاء على دواعي الفرقة في ما بينهم ودحر الأيدلوجيات المسمومة وتقديم صورة حضارية لأمة ناهضة تلامس مخرجاتها وجدان المجتمعات الغربية والشرقية معاً.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store