Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

مغمورو السوشيال ميديا!!

A A
بعث لي ابن قرية الأبواء، وعاشقها المُتيّم بها الأخ عبدالعزيز السيّد مقطع فيديو لبعض رجال الدفاع المدني وهم ينقذون باحترافية وبراعة وشجاعة من كادوا يغرقون وسيّاراتهم في الأودية التي سالت فيها مياه الأمطار وجرت بمقدار كتبه العزيز الغفّار.

أنا جلسْتُ أتأمّل المقطع، وأُمْعِن النظر في أولئك الرجال الذين لا أعرفهم ولا أعرف حتّى أسماءهم، ولا أحد من النّاس يعرفهم، باستثناء ذويهم وأصدقائهم وجيرانهم وجهة عملهم في قريتهم الصغيرة، بمعنى أنّهم مغمورون، لكنّهم أبطال بكلّ ما تعنيه الكلمة من رجولة وتضحية بالروح وتفاني في أداء الواجب الإنساني، وهم في الحقيقة كما قال الشاعر:ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور

وبيني وبينكم جلسْتُ أقارن هؤلاء المغمورين مع الكثير من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا، من الذُكْران والإناث، ممّن يعرفهم ويتابعهم الملايين في كلّ المدن والقرى، وبعضهم تجاوزت شهرتهم مدننا وقُرانا إلى دول أخرى، وأصبحوا مليونيرات بين ليلة وضحاها، رغم سخافة مردودهم الاجتماعي، وعدم انتفاع الناس بهم سوى التسلية وقطع الوقت في الليل والنهار بما لا يُفيد، وأيقنتُ بعدم عدالة معظم الناس الاجتماعية ألّا يعرفوا مثل هؤلاء الأبطال، ويعرفوا غير الأبطال، وكم من مغمور في نظري هو مشهور بالعطاء، وكم من مشهور في نظري كذلك هو مغمور ومجهول ونكرة بنمرة واستمارة وليتنا نكرّم الأبطال المغمورين، ونكافئهم، ونعينهم على شؤون حياتهم، وما أكثرهم من أبطال في كلّ مجال، لكنّ المشاهير سرقوا منهم الأضواء والثناء والذكر الحسن، ولا ينطبق على هؤلاء إلْا تكملة البيت السابق إذ قال:

ويُعجِبَك الطريرُ فتبتليه

فيُخلفُ ظنَّك الرجلُ الطريرُ

وسلامتكم.. وشكراً لأبطال الدفاع المدني بأبوائنا الحبيبة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store