مناسبة تستحق ذكرها في تاريخ هذا الوطن، فهي ضاربة في جذور التاريخ، نفخر بها ويفخر بها كل السعوديين، إذ يأتي يوم التأسيس في ٢٢ فبراير من كل عام ميلادي، حيث أسَّس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى، وامتداداً لذلك، تأسَّست الدولة السعودية الثانية على يد تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وبعدها تأسَّست المملكة العربية السعودية «حضارتنا وتاريخنا» على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وبدأ -طيب الله ثراه- بكل فخرٍ أن يستعيد الأمجاد بتوحيد البلاد، ولا تزال المملكة العربية السعودية حتى اليوم تسير على نهج التقدم والتنمية في تسارعٍ كبير، وقد حرص الملك عبدالعزيز على إرساء مبادئ السياسة السعودية حتى اكتسبت الصدق والوضوح، وتحققت الكثير من الإنجازات في الداخل والخارج، ما عزز مكانتها الدولية، وأكسبها قوة تأثير في العديد من القرارات والمواقف.
هذا الوطن الذي يسكننا ونسكنه حباً ووفاء وولاء، فقد كانت الدرعية القلب النابض، التي تقع على أحد أهم الطرق التي تمر به القوافل وقاصدو الحج، وتشتهر بعمارتها التقليدية من الطوب الطيني، وتضم حي البجيري المُرمَّم، وهو عبارة عن شبكة أزقَّة مُتعرِّجة مخصصة للمشاة، مليئة بالمقاهي ومتاجر السلع الحرفية، وفيها المواقع الثقافية «متحف الدرعية»، وهو قصر سابق يضم معروضات عن التاريخ السعودي ومسجد الظويهرة.
تمثل الدرعية رمزاً وطنياً بارزاً، نظراً لارتباط ذكرها بالدولة السعودية الأولى، حيث كانت عاصمة لها، بالإضافة إلى أنها أصبحت مقر الحكم والعلم، إلّا أنّ تاريخ منطقة الدرعية لم يبدأ منذ لحظة قيام الدولة السعودية الأولى فحسب، بل يعود إلى العصور الجاهلية، قبل مجيء الإسلام، إذ تشير سطور التاريخ إلى أنّ قبيلة بني حنيفة قد وفدت إليها من أطراف الحجاز وعالية نجد للإقامة بها، واليوم، وقد قضى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- دقائق أيامه، عمراناً وازدهاراً وتقدماً، يمتطي في كل لحظاتها جواد الإنسانية، ملكاً معطاءً بنظرته الثاقبة، وحبّه وعشقه لهذا الوطن.. فبِكَ يا خادم الحرمين الشريفين تزهو المملكة، ويزهو الوطن الأجمل.
وفي كل يوم تنهمر فتائل الحب والعطاء لروح وحنكة الشباب، وتبدو ملامح السعودية الجديدة، وكما قيل: قصة النجاح تبدأ برؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقد جسََّد هذه الرؤية في نهجه السياسي وجميع المجالات داخلياً وخارجياً، وكانت مآثر سموه تُذكِّر بنفسها، إنجازاً وعطاءً قلََّ مثيله، والوطن ينهل من معينٍ واحد.. فهذه المناسبة؛ اعتزازٌ بالجذور التاريخية الراسخة لهذا الوطن.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
