Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

مادة المهارات (ضربة معلم)..!

A A
* كما يحتاج أي نظام تعليمي إلى التقييم والتقويم، فإنه يحتاج تبعاً لذلك إلى التجديد، ذلك التجديد الذي يتماشى ومتطلبات المرحلة، حيث لا أجمل من أن تلبي المقررات الدراسية حاجة الطالب وفق ما يعايشه من متغيرات بلغت من التأثير إلى حد إعادة تعريف (الأمية)، وهو ما يعني أن الحاجة إلى التجديد في المقررات الدراسية حذفاً وإضافة تظل حاجة ملحة، تتماشى وضرورة أن المنافسة تتطلب أن تمتلك أدوات ذلك، مع أهمية أن تتأكد أنك تمضي في ذات الاتجاه.

* وعليه فإن إقرار مواد المهارات الحياتية، والرقمية، والتفكير الناقد، لم تكن لولا أن طبيعة المرحلة فرضت ذلك، وإن تأخر إقرارها إلا أن الوصول متأخراً خير من ألا تصل، ومما لاشك فيه أننا أمام مرحلة (بنائية) في شخصية الطالب، سوف تباشر أثراً محموداً في قادم الأعوام، بل إن واقع (تعليمنا) يعيش بإضافة تلك المواد نقلة حقيقية تحقق ما يرجى منه نحو تحقيق البناء التكاملي في شخصية الطالب، وبما يجعله قادراً على التفاعل بإيجابية مع متطلبات عصر يزخر بتطور متسارع إن لم يتماشى معه النظام التعليمي فإنه سيصبح حتماً خارج (حسبة) التصنيف العالمي.

* وهو ما يفسر وجود تلك الاختبارات الدولية، التي أصبحت معياراً لتصنيف أي نظام تعليمي، وما الجهود المبذولة في التركيز على (القراءة، والعلوم، والرياضيات) إلا إشارة واضحة أن ميدان المنافسة (العالمية) يتطلب وضع تلك المواد في ناصية الاهتمام، ولأن المواد الدراسية يعضد بعضها بعضاً، فإن الحاجة إلى بناء شخصية الطالب (مهارياً) لا يمكن بحال تجاهل أثره في تحقيق التقدم التعليمي، والمضي بخطوات واسعة في مراكز أفضلية أي نظام تعليمي.

* وبعودة إلى مادة المهارات الحياتية، فإن إقرارها برأيي جاء على طريقة (ضربة معلم)، فالطالب في المرحلة الابتدائية سوف يدخل في (كورس) مكثف يجعله مع نهاية المرحلة ملماً بكل تلك المهارات الحياتية، التي قدمت له بطريقة (تفصيلية)، وبرؤية (شمولية)، وسوف تباشر أثراً ملموساً في تعاطيه مع الحياة، فالمادة بقدر ما (تغذيه) معرفياً ومهارياً، فإنها تجعل منه (فاعلاً)، ومسؤولاً، وصاحب دور في الأسرة والمجتمع، عليه واجب القيام به، وهذا ما أقصده في ذلك البعد الهام من إقرار هذه المادة (الفتح) في نظامنا التعليمي، وفي بناء شخصية أبنائنا الطلاب.

* وما يقال عن المهارات الحياتية، يقال كذلك عن مادة المهارات الرقمية، وصولاً إلى مادة التفكير الناقد، التي تأتي بعد مرحلة بلغ فيها الطالب متطلب التعاطي مع مفرداتها بكل ثقة ومسؤولية، وهو ما سوف يعود بالأثر المحمود على طبيعة تعاطي الجيل مع متطلبات عصر الأمية فيه رديفة (الانغلاق)، والانغلاق ببساطة أن تعيش مع العالم، ولكن في مقياس شمولية (جودة الحياة) أنت خارجه.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store