Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

سفراء الوسطية في جامعة طيبة

A A
عندما التحقت بفريق العمل المتميز في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ سنوات طويلة كتبت مقالا بعنوان -الحوار قيمة آمنت بها وعملت من أجلها-، كان ومازال عندي يقين بأن هذا المركز يمثل هيئة وطنية تعمل من أجل تحقيق رؤية القيادة الحكيمة في نشر قيم التسامح والحوار البناء والتعايش والسلم المجتمعي ووحدة وطن، وتلاحم بين القيادة والشعب.

في رحاب جامعة طيبة والتي كنت يومًا ما من طالباتها وفي أروقتها تعلمت الكثير والتقيت برموز وطنية مدنية أفتخر بها، اليوم أنا هنا معهم في برنامج أفتخر به وبوجودي ضمن فريق العمل في مركز الحوار الوطني وأكتب للتاريخ عن مخرجات برنامج سفراء الوسطية وعلى مدار خمس سنوات يحق لجامعة طيبة ولمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز السراني أن يقف متحدثًا بفخر واعتزاز عن هذه الجامعة وبرعاية سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان وهي توثق دور الشراكة الفاعلة مع مركز الحوار الوطني وليمتد خير هذه الأرض ليعم أرجاء الوطن من كل منطقة من مناطق المملكة ومن كل الجامعات شاهدت مشهدًا مهيبًا يجعل القلب يخفق سعادة وفخرًا واعتزازًا بمنجز وطني يليق بجامعة تنشر الفكر الوسطي المعتدل وتدرب وتؤهل شباب وفتيات الوطن لصناعة المبادرات المجتمعية التي تعزز القيم الوطنية. هذا العام يشهد النسخة السادسة من برنامج سفراء الوسطية وهو يحمل شعار (هوية وطن) وبمشاركة 140 مشاركًا ومشاركة من 40 جامعة وكلية وفي حفل التدشين بحضور نائب أمير المنطقة صاحب السمو الأمير سعود بن خالد الفيصل رأيت حرصه على مشاركة الطلاب والطالبات وفرحتهم بمعيته ووجوده معهم في أثناء التقاط الصور التذكارية وكان واضحًا جليًا مظاهر الاحتفاء بهم.

مركز الحوار ممثلا بأكاديمية الحوار للتدريب قدم برامجًا لتنمية مهارات الاتصال في الحوار، والحوار الفكري، وقد حظيت بتدريب نخبة من شباب وفتيات الوطن على مدار يومين كانت من أجمل أيام حياتي المهنية والتدريبية، وجدت شبابنا وهم مقبلون على الحياة بروح وطنية عالية ووعي فكري وحوار ثقافي رشيد معتدل، طموحاتهم تعانق السحاب ورؤيتهم واضحة جلية نحو المستقبل الذي ينتظرونه بشغف.

مشروع سفراء الوسطية استوقفني وبهرني كثيرًا لم أكن أتوقع أن أرى مثل هذا اليوم الذي أدرب فيه شباب الوطن فشكرًا من الأعماق لهذه الفرصة التي أتيحت لي لأسمع وأرى بعيني كيف حدث هذا التغيير في مجتمعي بسرعة فائقة، تحدينا فيها الزمان والأفكار والصورة الذهنية التي كانت سائدة حينًا من الزمان عن عدم إمكانية المرأة في القيام بدورها الوطني، شكرًا لذلك الشاب -طالب من إحدى الجامعات- بعد نهاية البرنامج جاء ليعتذر مني على ما خطر في باله قبل البدء في تقديم المادة العلمية للبرنامج فتساءل بينه وبين نفسه -ولم أطلع عليها- ولم يكن مجبرًا ليأتي معتذرًا عن فكرة جالت في خاطره، كيف لامرأة أن تدرب شبابًا؟، وإذ به يقول لي أعتذر فقد ظلمت نفسي وظلمتك عندما أصدرت حكمًا على فكرة كانت في عقلي، كنت الأفضل والأكثر تميزًا وأحمد الله أنك انت من تعلمت منك فنون ومهارات الحوار والاتصال ولو كان رجلا ربما لن يكون بمثل هذا الأداء فشكرًا لمن اختارك لتكوني معنا.

حقًا وصدقًا هذه الكلمات من الشاب الجامعي عندي بمثابة تكريم منقطع النظير وقد قلتها مرارًا وتكرارًا الوصول لعقول وقلوب الشباب يحتاج لكثير من مشاعر صادقة وحب كبير واحترام وتقدير لأفكارهم وحسن إنصات لآرائهم وأحلامهم ولا يمكن أن نحقق مرادنا في سبر أغوار عقولهم وأفكارهم إن كنا نعتقد أن التوجيه المباشر ولغة الأمر وفرض الرأي تجدي نفعًا، الحوار هو سبيلنا لنصل معا لبر الأمان، الاعتدال والوسطية والتعايش والسلام والتلاحم الوطني كلنا نسعى لتحقيقها في مجتمعنا كقيم عليا، من أجل أن نراها حقيقة نعيشها أفشوا المحبة بينكم وعاملوا الناس بالحسنى وأحسنوا الظن بربكم في أنه لن يتركم أعمالكم، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى.. تحية معطرة برائحة الورد المدني وعبق تراب المدينة المباركة لكل من خطط ونفذ وشارك وتطوع في فعاليات برنامج سفراء الوسطية في جامعة طيبة إشعاع النور في مدينة النور والسلام والمحبة والوسطية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store