Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

الدمج في التعليم قبل الدمج في العمل

A A
في لقاء جمعني مع مجموعة من طلبتي في إحدى الجامعات السعودية طالبات وطلاباً في مراحلهم الأخيرة في مرحلة البكالوريوس ومن الطلبة المتميزين وكان حواراً إيجابياً استمعت فيه لآراء ومقترحات تتعلق بالتعليم الجامعي وتطلعاتهم المستقبلية، ومن أهم نقاط الحوار كان تأييدهم الكامل لتوجه المملكة من خلال الرؤية المستقبلية نحو معظم الموضوعات وعلى وجه الخصوص تمكين المرأة للعمل في جميع القطاعات، وتحرير عمل المرأة من قيود الفصل بين المرأة والرجل في العمل في مختلف مواقع الخدمات، وفتح باب العمل للمرأة في بعض الوظائف والأعمال التي كانت حكراً على الرجال مثل الوظائف العسكرية والأمنية وإتاحة الفرصة للمرأة للمشاركة في النشاطات الرياضية كلاعبة أو مشجعة، ويشيد الجميع بنظام مكافحة التحرش والذي ضمن للمرأة حقوقها وحفظ وصان كرامتها وشرفها ووضع حداً للتحرش الذي كانت تعاني منه المرأة أو يخشى منه أولياء الأمور.

ويرى بعض الطلاب والطالبات أن هذا التحرر من قيود الفصل بين الجنسين في العمل كان في البداية صدمة عند البعض إلا أنه بعد فترة زمنية أصبح أمراً عادياً بل زاد من إنتاجية العمل وخلق روح المنافسة والإبداع بين الجنسين.

ويرى جميع الطلاب والطالبات أن موضوع التأقلم لعمل المرأة والرجل سوياً في نفس المكان يأخذ بعضاً من الوقت على أرض الواقع، ويعتقدون أنه لو كانت الدراسة الجامعية مشتركة بين الطلاب والطالبات سيكون التأقلم قد انتهى لأنه بدأ منذ الدراسة المشتركة في الجامعة، ويضرب البعض المثل بالدراسة المشتركة أو المختلطة لمئات الآلاف من المبتعثين السعوديين للدراسة في الخارج والذين عند عودتهم للعمل أصبح أمور التأقلم بالنسبة لهم سريعة بل كان طبيعياً، وكذلك الحال لطلبة وطالبات كليات الطب والصيدلة وبعض كليات العلوم والهندسة التي تعتمد نظام الدراسة فيها بالتعليم المدمج.

ويرى الجميع أنه آن الأوان لأن تعمم تجربة الدراسة المدمجة على جميع الجامعات السعودية الأهلية والحكومية في جميع التخصصات مع الالتزام بنظام زي رسمي محتشم للطلاب والطالبات وتعميم نظام التحرش وتطبيق بنوده بصرامة، يجزم الجميع بأنها ستكون خطوة ناجحة وسابقة للعمل المدمج بعد التخرج من الجامعة.

انتهى اللقاء وأنا على قناعة بوجهة نظرهم وأتمنى أن تحقق رؤيتهم ضمن الرؤية المستقبلية 2030 التي تحقق معظمها في فترة وجيزة من عمرها على يد صانع الرؤية المستقبلية الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store