من بداية التأسيس كان هناك رؤية صمدت وأثمرت عن إعلان يوم التأسيس كمعلم تاريخي ويوم ميعاد محدد يبقى في الذاكرة تعيشه الأجيال وتقارن بين البدايات ومراحل التطور والإنجازات وتقلبات الزمن وحجم التحديات ورجال المراحل الذين تعاقبوا على صنع التاريخ وقيادة الدولة بمنهج واضح يجسد التوحيد الجغرافي والاستمرارية والتوسع وفق رؤية سياسية تنظر إلى الهدف السامي على نهج كتاب الله وسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتتعاقب الأجيال تجدد وتواكب وتبني فوق صرح التأسيس الذي وضعه الأسلاف بسياسة متسقة ومنتظمة مع ظروف الحياة ومتطلبات المعيشة والتعايش وحالة الطبيعة بيئة وجغرافيًا.. كل هذه العوامل كانت محفزًا للنجاح برغم التحديات التي تفرضها على قيادة وطن يمثل الجزء الأكبر من جزيرة العرب بسياسة حازمة وحكيمة وكريمة مع دول الجوار.
اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالتاريخ وقرار يوم التأسيس ليس مستغربًا عندما يأتي من مصدر حكمة وثقة في مرحلة تاريخية وهو في مقعد الحكم بلمسة قارئ ومثقف من أعلام البيت السعودي يؤكد على أن حلقات الرؤية متواصلة من البداية وعبر مسيرة تاريخ البيت السعودي في الحكم والأجيال تسير بثقة حسب مرجعية الرؤية التي حققت إنجازات وحافظت على المكتسبات وحاكت متطلبات التغيير الإيجابي في شتى مضارب الحياة.. عمران وتعليم وازدهار اقتصادي بشغف تنموي يزداد ألقًا وتمكينًا في كل مضارب الحياة وفي المحافل الدولية يلعب الوجود السعودي دورًا بارزًا يحظى باهتمام واحترام المجتمع الدولي.. ومن المؤكد أن خيط الانتظام للرؤية متماسك ومتواصل من البداية حتى اللحظة التي نعيشها في هذه الظروف المتأزمة التي يعيشها العالم.
المقدرة الفاعلة لاستيعاب حجم المشاريع المراد القيام بها وفق خطط مدروسة لتحقيق طموحات الرؤية 2030 تتطلب تمويلًا وحيزًا زمنيًا وطاقة بشرية لديها المقدرة الإدارية تكون في مستوى المتوقع وتسمو بالإبداع لأنها جزء من فرصة/فرص قد لا تتكرر إلا بعد فترات زمنية طويلة.
الاحتفال بيوم التأسيس جدير بالاحتفاء لأنه بداية طريق كانت ولازالت طويلة تذلل تحدياتها الإنجازات المبهرة وفق رؤية عملوا على تحقيقها.. وعندما ينظر المؤرخون لكل المراحل يجدون أن كل من تولى زمام السلطة وضع بصماته وأثرى المشهد وترك إرثًا متينًا يبني عليه خلفه بثقة وإتقان، وذكرى يوم التأسيس تعزز الثقة وتعطي فرصة لمراجعة الحسابات وتقيس النجاحات والإخفاقات والتدرج في سلم التفوق والاستمرارية والحفاظ على الثوابت لا يغيب عن المشهد وخيط الانتظام لرؤية أثبتت وجودها من بداية التأسيس والحفاظ على الأماكن المقدسة وتمكين المسلمين من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في أمن وأمان وضمان التسهيلات اللازمة من البداية حتى النهاية.. ودام عزك يا وطن.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
