Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

وقفات تاريخية ومشاعر وطنية في ذكرى التأسيس

A A
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- العاشق للتاريخ والمعتز بدينه وهويته المؤمن بربه جلَّ في علاه، يستحضر مع شعبه وأبنائه إرث الأجداد وتاريخهم العريق الضارب في جذور الأرض والذي يحكي قصة كفاح طويلة صاحبها الكثير من التعب ليكون لهذا الكيان وجود فتم التوحيد والاستقرار بعد الشتات، الملك سلمان أصدر أمرًا ملكيًا باختيار يوم 22 من فبراير في كل عام ليكون ذكرى يوم التأسيس، حيث تعود هذه الذكرى لفترة حكم الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى في منتصف 1139هـ الموافق 22 من شهر فبراير من عام 1727م.. هذا التاريخ كان بداية إرساء الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار وصمدت هذه الدولة أمام محاولات القضاء عليها وماهي إلا سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله عام 1240 من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية.. ونحن اليوم في الدولة السعودية الثالثة التي أرسى قواعدها الملك المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن بعده أبنائه البررة، وفي عهد الملك سلمان أيده الله بنصره وتمكينه لابد أن نستشعر مع حلول يوم التأسيس مشاعر المجد والفخر بهذه المناسبة العظيمة التي تمثل نقطة الانطلاق لبلادنا الحبيبة نحو المعالي والقمم.

بكل الحب نسطر كلمات الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأنه أراد لشعبه في هذا الزمان أن يستحضر تاريخ أجداده البواسل لينشأ جيل الشباب اليوم وهم يتناولون سيرة أجدادهم العطرة بكل الفخر والاعتزاز وليتحدثوا بكل لغات العالم، نحن هنا في السعودية لنا تاريخ طويل وقصص تحكى وتسطر بماء الذهب وكفاح وبذل من أجل إحقاق الحق وصناعة الحضارة الإنسانية بهوية سعودية أصيلة، نحن لسنا مستحدثي حضارة بل نحن التاريخ بأبهى صوره نعمل مع قيادتنا منذ ما يقارب ثلاثة قرون ندافع عن أرضنا بكل ما أوتينا من قوة ومن أجل أن يكون لنا بصمة مميزة في حضارة البشرية.. سجلوا يا شباب الوطن ويا فتياته بكل اللغات وفي كل المواقع الأكثر تداولاً في كل العالم من هنا بزعت نور شمس مشرقة على الكون، هنا وطن يمثل إشعاعًا حضاريًا فكريًا ثقافيًا صناعيًا تاريخيًا لا مثيل له.. كلماتي وإن كانت مفعمة بالمشاعر الوطنية لكنها صادقة، كل شبر من وطني يحكي قصة عشق أبدية وروح انتماء وطنية وحكاية له مع الزمان ومع كفاح الإنسان، في ذاكرتي الكثير من الذكريات كيف كانت حياتنا بسيطة جدًا بإمكانات متواضعة جدًا وكنا وما زلنا سعداء آمنين مطمئنين نعيش في سلام وسكينة وطمأنينة تلازمنا مع الأيام، تغيرت بيوتنا وأحوالنا وارتقى كل شيء حولنا وبقي لنا حكام صدقوا ما عاهدوا الله عليه وزادنا الله أمنًا واستقرارًا ووحدة وتلاحمًا بين القيادة والشعب في صورة هي الأبهى والأقوى.

يوم التأسيس ليس يومًا عاديًا بل هو يوم فرح ومسؤولية، فالفرح لنعبِّر عن حبنا للأرض وقيادتنا الحكيمة والمسؤولية تكمن في استمرار العطاء والبناء والإنجاز والمضي قدمًا نحو مصاف الدول العظمى وتلك والله مكانة المملكة التي تليق بها وبقيادتها وشعبها.

هذا اليوم العظيم فرصة لنعلن فيه بأننا نتشارك مع قيادتنا لصناعة مستقبل أكثر اشراقًا وتميزًا وإبداعًا ورقيًا وتقدمًا في كل المجالات.. ما نحن فيه اليوم من مكانة مرموقة هو نتاج جهد وبذل الأجداد، واليوم دور الأحفاد لإكمال المسيرة الخضراء لبلوغ عنان السماء وكل المعطيات تبشر بخير وفير في ظل قيادة حكيمة تؤمن بقدراتها وتستثمر في عقول شبابها وتوفر لهم كل الإمكانات للوصول للهدف المنشود.

بكل الحب والولاء والانتماء وصدق المشاعر ندعو بقلوب مؤمنة بالاستجابة من رب كريم فنقول: اللهم في ذكرى يوم التأسيس ندعوك يا الله أن تجعل أرضنا مباركة آمنة مطمئنة واستعملنا في ما يرضيك عنا لرفعة وعلو مكانة هذه الأرض الطيبة واجعلنا مباركين في كل زمان ومكان، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا ووفقنا جميعًا لخدمة الدين والوطن ورفعة البلاد وعلو شأنها بين الأمم وبارك لنا في قيادتنا الحكيمة وزدها يا الله تمكينًا ونصرة وسدادًا وتوفيقًا.. وزدنا يا الله من فضلك شعورًا بالسعادة يغمرنا والفخر يتملكنا بوطن يسطر أمجاده كل يوم فوق هامات السحب فاللهم لك الحمد ولك الشكر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store