Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

خالد علوي.. نموذج مكي مضيء

A A
مقولة بديعة تتردد على مسامعنا دائما تقول: (جميل أن تسمع بالرجال وهو أمر محبِّذ، ولكن الأروع أن تُخالط الرجال وتجلس معهم، وذلك شيء كبير).. وهكذا أنت يا خالد علوي من الشخصيات والنماذج المكية المضيئة.. نعم أنت من هنا.. من قبلة الدنيا.. وقصة الحب التي نعيش تفاصيلها في مهوى الأفئدة، ولقد سعدتُ بمجالستك والحديث معك، وكنتَ من الذين نُغبطك على تعاملك الراقي والعذب، وبشاشة وجهك ونقاء سريرتك، وإنني أتذكَّر كثيراً من المواقف النبيلة التي شاهدناها منك.. وأجدني اليوم أمدحك تقديراً واحتراماً، وأجد هذا واجباً لأنك ابن من أبناء هذا الوطن العزيز الذي نفتخر به جميعًا، وابن مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية، والمساحة المضيئة في الذاكرة يا أبا وليد تحتفظ بتلك المواقف التي كنت تفعلها حباً وصفاءً لمن حولك..، نعم كنا ننتظر مجلة الحج وإطلالتها فرحاً؛ يغزل لنا أفراحه فوق خطوط الفجر التي تتسلل إلى منافذ بيوتنا كل صباح، لتضع مكعبات السكر في كوب القهوة الساخن، وفوق سطور نشرات الأخبار الصباحية، وارتسمت ملامحها يا أبا وليد بذلك الزمن الجميل..

قصة تطول تفاصيلها، وذكرى من ماض جميل أستعيد كثيرًا من ذكرياتها، مشوار طويل ونجاحات متواصلة قضيتها في وزارة الحج خلال سنوات عملك وقبل ترجلك عن صهوة الجواد.. مشرفاً عاماً لمراكز التوجيه، ومديراً عاماً لحجاج الداخل والتطوير الإداري، ومديراً لشؤون الموظفين، وأميناً عاماً لمركز تدريب العاملين، ومديراً عاماً لمكتب وكيل وزارة الحج لشؤون الحج.. وكنت مخلصاً، كما كنت مسؤولاً ومديراً لتحرير مجلة الحج التي تصدر شهرياً، لتشارك ضمن المنظومة طرحاً متميزاً ورؤية عميقة وصادقة، فكل ما يأتي من مكة دائماً ما يكون مشرقاً ومتألقاً، فهي أنشودة العمر، ووالدك السيد محمود علوي -رحمه الله- من المطوفين الذين كانت له العديد من الجوانب المضيئة التي يعرفها ويُدركها المكيُّون.

كان يعمل بوزارة العدل، وبعدها رئيساً لمجلس مؤسسة حجاج إفريقيا غير العربية، فلا غرابة في خلقك وسماحتك، واليوم كل التوفيق لعملك عضواً بمجلس إدارة الشركة القابضة لحجاج إفريقيا غير العربية.

مناسبات وذكريات جمعتني بالمهذب خالد علوي، وفي كل مرة كان يزيد رصيد معرفتي به أدباً وخلقاً وتجربة، وهو من أولئك القلة الذين يُغادرون المكان، ولا يقل رصيدهم الإنساني، وإنني لأكتب هذه السطور المتواضعة تعبيراً عن الصداقة والمودة التي جمعتني به حفظه الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store