من يكتب التاريخ...؟

من بداية عهد الملك عبدالعزيز الذي وحد أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية ونتج عن ذلك الكيان الكبير.. المملكة العربية السعودية وفي قلبها الأماكن المقدسة.. مكة المكرمة والمدينة المنورة.. والتنمية مستمرة، بداية بالتعليم والصحة والبنية التحتية من طرق برية ومطارات وموانئ وقواعد عسكرية ومرافق عامة تأوي الخدمات في كل مناطق المملكة. خلال الطفرات الاقتصادية تحققت أشياء كثيرة يلمسها المواطن الذي عاصر التغيير والتحولات في مراحل حياته، ويعترف ويقدر أن وطنه يسعى إلى الحداثة والمواكبة وهو جزء فاعل منها ويطلب المزيد.

الأمن والاستقرار ركيزة التغيير المستدام.. ومن يشاهد ما جرى لدول أخرى بسبب الاضطرابات وفقدان الأمن والاستقرار يحمد الله أن مسيرة الوطن على الطريق الصحيح حتى وإن كان هناك على الدوام ما يستوجب المزيد والكمال لله سبحانه وتعالى..

والمراقب الموضوعي لابد أن يدرك أن التحديات والتغيير تسير جنبًا إلى جنب والمرحلة الحالية على عجلة من الأمر ولا يضيرنا أن نسمع من يقول كان بالإمكان أحسن مما كان لأن النقد يُعد حالة صحية إذا توخى الدقة وأعطى المنجزات حقها حتى يكون الرأي مكملًا ولا يعتبر معول هدم كما حصل في دول عربية أخرى أخذت بمبدأ المعادلة الصفرية وخسرت كل شيء وخاصة الأمن والاستقرار الذي يعد الضامن الأساسي للنجاح.

طموحات الأجيال تختلف وإذا كان التأسيس متينًا فحتى وإن كان هناك أخطاء فإن الطريق يبقى متاحًا للتصحيح والمضي قدمًا إلى المزيد من الإنجازات.. التدوين والرصد المحكم الأمين للوقائع الصائب منها والخاطئ حتى يُقتدى بالناجح ويتجنب الفشل ويزيد في الإبداع والتفوق بثقة واتقان.. وكما قال الشاعر:

باطن الأمة من ظاهرها

إنما السائل من لون الإناء

مناسبة الاحتفال بيوم التأسيس تجسد تاريخ المملكة العربية السعودية في 22 فبراير من كل عام.. ولا شك أن المؤرخين سيعودون للتاريخ من البدايات يوضحون التحديات والنضالات التي خاضتها الأجيال في سبيل الإصرار على الاستمرارية وتثبيت رؤية التوحيد والأمن والعمل التنموي حسب الموارد المتواضعة المتاحة في كل مرحلة.. وبعد انبثاق النفط تغيرت الأحوال وبدأت النهضة الحداثية المواكبة وتحققت المنجزات التي يعيشها الجيل في هذه المرحلة ويضع بصماته سيرًا على خطى أسلافه.

أحداث العالم في هذه المرحلة الحساسة ليست بعيدة عنا وأبناؤنا البواسل يخوضون معركة دعم الشرعية في اليمن الشقيق حفاظاً على وحدته وسيادته بعيدًا عن التدخلات الإيرانية ومليشيات الإرهاب والتشرذم الطائفي والتجاذبات القبلية في اليمن ذلك البلد العريق.