Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي

أخلاقنا وأفعالهم

A A
بادئ ذي بدء، لابد من الاتفاق على أن المرجعيات التي تحدد أصول أخلاقنا كمسلمين، والمرجعيات التي تتحكَم في سلوكيات الغرب وأفعالهم تختلف تماماً فكراً وممارسة.. فأخلاقنا أساسها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إذ إنهما المصدر لمنظومة الأخلاق التي توضح النواهي والزواجر والتحذير من ارتكابها عمداً، كما تدعو إلى كل فضيلة يجب الالتزام بها لأنها أصلاً من الدين الحنيف.. أما أفعال الغرب فظاهرها يُقرّها الإسلام ويأمر بها؛ إلا أن أساسها العادات والتقاليد والأعراف السائدة في مجتمعاتهم، ويسهل عليهم مخالفتها طالما أنها لا تمسّ مصالحهم.. وكم من كبار علماء الغرب في جامعات راقية جداً مثل جامعة هارفارد ينظرون إلى القرآن الكريم بأنه كتاب يأمر بالعدل والإحسان بصورة لا ترقى إليه القوانين الوضعية.. حتى إن بعض الجامعات كتبت على بواباتها آيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة تدعو إلى فضائل الأخلاق والمعاملات النزيهة المحايدة.

الشيء المؤسف حقّاً هو أن غالبية سلوك المجتمعات الإسلامية هم بعيدون عن النصوص التي أمر بها الدين في التعاملات الفردية والجماعية بسبب الجهل بها وتباين العقوبات لمخالفيها من مجتمع إلى آخر بدواعي الانفتاح المفاجئ على الغرب، فمثلهم كمثل الشخص الذي ليس لديه تحصين طبي كافٍ، ويخالط من به أوبئة معدية.. إضافة إلى عدم تفعيل أجهزة الإعلام وأدواته العديدة البصرية والسمعية والورقية التي من الممكن أن تحيي الشعور لدى المسلم بالذنب عند اقتراف سلوك غير صحيح.

فبالنظر إلى احترام الوقت، تجد الالتزام به في الغرب أفراداً وجماعات شيئاً يُضرَبُ به المثل؛ بينما أخلاقنا تأمر بالالتزام بالمواعيد وتعتبر المفرّط بها عمداً مصنَّفاً من جُملة المنافقين.. عِلْماً بأن الله عزّ وجلّ فرض علينا أداء خمس صلوات في اليوم في أوقات محددة، قال تعالى: (... إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) النساء..

وهذا في حدّ ذاته تدريبٌ لكل مسلم ملتزم على احترام الوقت والعمل بموجبه عبادةً وتعاملاً. أخلاقنا تحضّ على الأمانة والوفاء والحياء والصدق والطاعة والأدب مع الوالدين، وكثير من مكارم الأخلاق غير موجودة أصلاً في أفعال الغرب الذين يدْعون إلى احترام حريّة الفرد ولو في مجالات الفحشاء والمنكر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store