أذكر قديماً مسلسل «عنبر»، وبطله الفنان الأستاذ «عبدالله الحبيل»، يومها كنتُ من أشد المعجبين والمتابعين لـ«عنبر» وتهيُّؤاته، والتي كانت بالفعل تهيُّؤات فكاهية ومضحكة جداً، لكن كان بينها الكثير من استشراف الواقع الذي نعيشه اليوم مع بعض مشاهير السوشيال ميديا الفارغين، والمملوئين بالهواء والسذاجة، والذين -وبكل أسف- وجدوا مَن يهتم بهم ويُتابعهم، حتى باتوا كالهمِّ على القلب في زمنِنَا هذا، لدرجة أن بعضهم أصبح هو «عنبر» اليوم، لكن الفرق بينه وبين «عنبر» هو أنه وضع نفسه في مواقف (لا) يُمكن أن يُصدِّقها أو يقبلها عاقل، وبالرغم من ذلك؛ يَتكاثرون ويزدادون شهرة، وتزداد مشاهداتهم وأرصدتهم مقابل تسفيه وتتفيه المجتمع، وهذا هو الواقع المزكوم الذي نعيشه اليوم مع هذه اللعنة التي حلَّت بنا، والكارثة التي (لا) يمكن أن تصنع لنا (لا) مستقبل، و(لا) منجزات..!!
كان «عنبر» يتهيَّأ كثيراً، كما كانت كل توقعاته (لا) تُصدَّق أبداً، وأعرف جيدًا أنني أتحدَّث هنا عن عملٍ قديم جداً، لكنه كان بالفعل عملاً ناجحاً حين صوَّر لنا بعض ما نعيشه اليوم مع هؤلاء، الذين سرقوا عقول الصغار، وقدموا لهم خليطًا من الهلس والدجل والجنون عبر التقنية، والضحية بالطبع العقول..!!
(خاتمة الهمزة).. حينما يتحدَّث فارغ ويكسب مشاهدات على حساب الوعي، فقُل لنفسك «أحسن الله العزاء» في مستقبل يُقدِّمه هؤلاء، و(لا) حول و(لا) قوة إلا بالله.. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
