Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

كيف تصنع (الفرصة) الفرق..؟!

A A
* عندما يتحدث رجال الأعمال عن مشوار نجاحهم، فإنهم يتقاطعون في تلك البداية التي كانت لهم (فرصة)، ولأنهم تعاملوا مع تلك الفرصة بكل جدية ومسؤولية، فإنهم يدينون لها -بعد توفيق الله- بما وصلوا إليه من مجد (مالي)، ومكانة في عالم (البزنس)، وكذلك في (المجتمع)، الذي لاشك أنه يحتفظ بنظرة خاصة لتلك الفئة، وهي نظرة يمنحها ليس لها من متطلب إلا أن تكون (هامور) مال!

* ولأنني لست بصدد الحديث عن ذلك، فسوف أكتفي بالتأكيد على جانب الاستغلال الأمثل (للفرصة)، وكيف أنها ستحدث تغييراً جذرياً في حياة من يحسن التعامل معها، وهنا دعونا نتجه بالحديث إلى جانب أن فرص النجاح لا تحتاج إلا لمن يؤمن بها، بعيد عن تلك الصورة القاتمة التي تربط بين النجاح، ومقومات أخرى ليست أكثر من أسلوب وضع العربة أمام الحصان، بدليل أن هنالك من نجح في استغلال هذه الفرصة بواقع حال متفاوت الإمكانات، إلا من طموح، وعزيمة، وإصرار على ألا تفوت تلك الفرصة من أمامه.

* وهنا أذكر على سبيل المثال: ذلك الأب الذي كان يعيش واقع الظروف المادية (الصعبة)، ومع ذلك كان جاداً في متابعة أبنائه، حريصاً على أن يراهم كما هي (أمنياته)، يعمل دوماً على توفير متطلباتهم رغم ظروفه الصعبة، يتفانى في متابعتهم، وملاحظة سلوكهم، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن سير دراستهم، كان يفعل ذلك لأنه كان يرى (فرصة) مستقبل لهم لم تتشكل بعد في أذهانهم، ولكنه يفعل كل ذلك لأنه يدرك أن ذلك المستقبل، وتلك الفرصة لها (متطلب): حتى يكونوا هناك، فلابد له من أن يكون هنا.

* وفي مثال آخر: ناجح سلك طريقه (بصمت)، وتحمل في سبيل ألا (تفوت) تلك الفرص من أمامه الشيء الكثير، كان يعاني من واقع أب عليه من الأعباء الكثير، وإحساس من أنه لا مجال أن (يضيف) عليه منها ما يدرك أنه عليه لا يستطيع، ولذلك لم يكن أمامه إلا أن (يتحمل) تبعات تلك الفرصة، التي يرى فيها وجها مشرقاً، ومستقبلا زاهراً، واصل ليله بنهاره كطالب (مجتهد)، كان يرى في كل عام يمضي إضافة قطعة إلى صورة مستقبل مشرق ينتظره، أنهى دارسته الجامعية بنجاح فسافر نحو تلك الفرصة التي كانت تمثل له (حلماً) ليس له من واسطة سوى اعتماده على الله، ثم بذله الأسباب، تلك الأسباب التي أوصلته اليوم إلى مكانة عالية، ومنزلة مفخرة، ومضرب مثل.

* وفي مثال ثالث: أب رأى في الواقع الجديد الذي فرضه وباء كورونا فرصة أن يستفيد أبناؤه من هذا الفراغ الكبير، الذي أحدثه في حياتهم، فكانت خطوة إلحاقهم بدورات تعلم اللغة الإنجليزية (عن بعد) مبعث فخر له اليوم وهو يرى كم هو الإنجاز كبير، إلى غير ذلك من الأمثلة، التي تؤكد على أن الكل في هذه الحياة يسير، ولكن مدى (الجدية) في التعامل مع تلك الفرص، التي تمثل (متطلبات) نجاح هو الفارق بين سير، وسير.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store