من نتائج الحرب العالمية الثانية تأسيس منظمة الأمم المتحدة بموجب قواعد قانونية لنظام عالمي وميثاق جديد وأصبح الميثاق دستورًا عالميًا على أسس قانونية محكمة تمثلت في مواد شاملة على حق سيادة الدول وتفاصيل ناطقة بشفافية واضحة في كل نصوص الوثيقة مستفيدة من النواقص والثغرات التي كانت موجودة في معاهدات عصبة الأمم السابقة.. ويفترض أن المعاهدة الحالية ضامن لحقوق كل الدول المنظمة للمعاهدة.. كما أن تكوين مجلس الأمن وحق الفيتو للدول الخمس التي بحوزتها سلاح نووي مهمته الأولى حفظ السلام العالمي وضامن للأمن الدولي.. كما أن ارتباط كل المنظمات الدولية بالأمم المتحدة يعد وسيلة حاكمة للممارسات والخلافات داخل المنظمة الواحدة وخارجها بصفة أن أعضاء تلك المنظمات هم أعضاء في الأمم المتحدة أيضًا وتعد كل المنظمات روافد مكملة لعمل منظمة الأمم تأخذ من قمة الهرم -مجلس الأمن- وتعود إليه في وقت الأزمات المستعصية التي تعد خارجة عن صلاحياتها حسب إجراءات نظامية محددة.. كما أن هناك رافدًا قضائيًا -محكمة العدل الدولية- يعود إليها مجلس الأمن عند الحاجة لإجراء المحاكمات والبت في بعض القضايا وإعادة الأحكام إلى مجلس الأمن إذا اقتضى الأمر ذلك للعلم أو أخذ مزيد من الإيضاحات والتوجيهات عندما يتطلب الأمر ذلك.
إدارة منظمة الأمم المتحدة تأتي تحت الأمين العام الذي يتم اختياره لمدة خمس سنوات وبالإمكان التمديد لفترة خمس سنوات ثانية ومكتبه ونوابه ومعاونيه تقع عليهم مسؤولية كبرى لإدارة شؤون المنظمة والمتابعة والتحضير والترجمة والتنسيق مع الوفود الدائمة في مقر المنظمة بالإضافة إلى توفير كل الدعم اللوجستي لمجلس الأمن والجمعيات العمومية.
تنعقد الجمعية العمومية كل عام لمدة ثلاثة أشهر وهي مفتوحة ومتاحة لكل الدول والمراقبين حسب الإجراءات المتبعة، الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية متحكمة نسبيًا في كل مفاصل المنظمة لأن أمريكا تدفع 25% من موازنة المنظمة تقريباً بالإضافة للمبالغ الاستثنائية التي تقتضيها الضرورة في وقت الأزمات لحفظ السلام ومساعدة الدول والمناطق المنكوبة في وقت الكوارث الطبيعية، وقد بلغت الموازنة لهذا العام 2022م 3.12 بليون دولار أمريكي تقريبًا.. وبالإمكان اعتبار منظمة الأمم المتحدة حكومة عالمية تجاوزًا لأنها من النواحي النظرية تمثل إرادة كل الدول الأعضاء وقوة المنظمة تعتمد على الدعم والتعاون بين الدول وبدونها يصبح العالم فوضى لا حدود لها ويفترض أن تكون محايدة، ولكن التأثير السياسي والتنافس والمنازعات والصراعات على المصالح موجود.
اختيار الأمين العام يتم حسب تنسيق دقيق وتوافق إلى الحدود القصوى الممكنة بين الدول الأعضاء والأقاليم القارية لأن المهمة صعبة وتتطلب صفات شخصية قديرة ومؤهلات وخبرات نادرة.
ومن هذا الطرح المختصر يتضح أن الحفاظ على الأمن العالمي مسؤولية كبرى تقع على عاتق مجلس الأمن والأمم المتحدة وتعاون الدول.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
