Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الأخطاء الإدارية..!!

A A
من لا يعمل لا يخطئ، في كل بيئات العمل كما تحدث النجاحات وتحقيق الأهداف الإستراتيجية تحدث الأخطاء الجماعية والفردية، وعلى مختلف المستويات الإدارية، ومع مختلف الموظفين، مهما كانت درجتهم العلمية والإدارية ومناصبهم، ولكن هناك العديد من الأخطاء الإدارية التي تدفع بالموظفّين الجيّدين إلى الاستقالة!! أسئلة فنية؟ هل فنون الإدارة متطورة أم ثابتة؟، هل النظريات الإدارية متغيرة؟ إذا كانت الإجابة نعم، أين أنت أيها المدير من ذلك؟!.

هل تعلم أن السبب الرئيس لفشل كثير من المديرين هو جهلهم بآخر تطورات المجال المهني، وكذلك طريقة تحسين إنتاجية الموظفين، لقد وجدت الأبحاث التي أجرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن الموظّفين المتحمّسين في عملهم أكثر إنتاجية من غيرهم بنسبة31%، وأن مبيعاتهم أعلى بنسبة 37%، وبالتالي كانت احتمالات استقالتهم من العمل أقل بنسبة 87% من غيرهم، كما أظهرت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة (غالوب) أن 70% من تحفيز أي موظّف ينبع من تأثّره بمديره، لذلك تعتبر الإدارة سبباً رئيساً في استقالة الموظّفين الجيدين. هناك بعض أخطاء المديرين الشائعة التي تدفع الموظّفين الجيدين إلى ترك العمل، ومن أشهر الأخطاء الشائعة إرهاق الموظّفين بالعمل الإضافي، وتحميلهم أكثر مما يستطيعون! فقد تبيَّن في إحدى الدراسات أن هذا الخطأ يجعل من إنتاجية الموظّفين الجيدين تنخفض بشكلٍ حاد، ومن الأخطاء الأخرى المعروفة، عدم تقديم أي نوع من المكافآت المالية أو اللفظية للموظّفين الفعّالين، وبالتالي سيشعر الموظفون الجيدون بعدم تقدير جهودهم مما يدفعهم للاستقالة والبحث عن عمل أفضل، ومن أسوأ أنواع المديرين هم أولئك الذين لا يسعون إلى تطوير مهارات موظّفيهم، حيث يبقى هؤلاء المديرون في الظل ويمتنعون عن تقديم التعليقات الإيجابية التي تحسن من إنتاجية الموظّفين، وكذلك من الأخطاء التي نلاحظها بشكل يومي في العديد من المنظمات، إن المديرين لا يبدون أي اهتمام بموظّفيهم، ويتجاهلون جميع الظروف التي قد يمر بها أحد الموظفين، سواء كانت مرضًا أو حالة وفاة أو ولادة أو أي ظروف اجتماعية أخرى، وهناك أيضاً بعض المديرين لا يوفون بوعودهم تجاه موظفيهم، حيث يقدمون وعودا للموظّفين بتحسين الأحوال بدون أن يقوموا بأي شيء لتنفيذ وعدهم.

مبدأ الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، يوظّف المدير ويرقّي الأشخاص الخطأ، وبالتالي يحرم الموظف الناجح المثالي في منظمته من الوصول إلى المناصب المناسبة لقدراته، بالتأكيد نعلم أن معظم المديرين يقفون في وجه طموحات موظّفيهم؛ عندما لا يقدّرون مواهبهم ولا يحثّونهم على الاستفادة منها في مكان العمل، والخطأ الأخير، أنهم لا يخلقون جوًّا تنافسياً فعالاً، فهم غير مهتمين بتطوير المنظمة ولا بتطوير مهارات الموظّفين، بل يهتمون فقط ببقائهم على رأس عملهم!!

بقي أن نوضح بأن هناك أخطاء تحدث بإرادة المديرين وهم مسؤولون عنها وعن نتائجها بشكلٍ عام، ويمكنهم تصحيحها بمجرد الاعتراف بوجودها، وهناك أخطاء خارجة عن إرادتهم، وهنا دورهم في مواجهتها مبكراً، والتغلب عليها، واليقين بأن أي نجاح سوف يتحقق لابد أن يكون بفضل من الله وتوفيقه؛ ثم من خلال فريق العمل الذي يعمل معهم والثقة التامة بأنه لا يوجد نجاح فردي داخل المنظمات المستقبلية.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store