Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

يا عيون: سيلي دموعا ولا تسيلي مياها!!

A A
الحمد لله على اندثار أزمة نقص المياه بنسبة كبيرة، وصارت خزّانات المنازل عامرة بالمياه التي تأتيها من محطّات المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة.

هي فقط أزمة المياه البيضاء لعيون الكثير من المواطنين قد بقيت، وكثُرت الإصابات بها حتّى لمن لم يبلغ منهم الخمسين أو الستّين عاماً، وهناك إصابات لشباب في سنّ الأربعين عاماً من الجنسين، وتكمن خطورة المياه البيضاء في إمكانية تحوّلها لمياه زرقاء، وهذه الأخيرة قد تذهب بنعمة البصر لا سمح الله!.

وطبّ العيون لدينا متطوّر، ويتوفّر أطبّاء سعوديون وغير سعوديين لإجراء عمليات إزالة المياه البيضاء، وأصبحت تستغرق دقائق معدودة، غير أنّ المشكلة تكمن في بُعْد مواعيد العمليات في المستشفيات الحكومية التي لا تستطيع وحدها مواجهة سيل الإصابات، وفي ارتفاع تكلفتها في العيادات الخاصة التي أمست لا ترحم ولا تهادن، وقد شكا لي مواطن بأنّ تكلفتها لا تقلّ عن 12 ألف ريال للعين الواحدة، يعني 24 ألف ريال للعينين، فضلاً عن تكلفة الكشف والأشعّة والأدوية، بينما تقلّ عن ذلك بكثير في دول عربية مثل مصر والأردن، وليس كلّ مواطن لديه تأمين طبّي يُغطّي تكلفة العملية، وليس كلّ مواطن لديه ابن أو ابنة عامليْن في وظائف تشمل حوافزها توفير تأمين طبّي للوالديْن، وهناك مواطنون يقترضون لإجراء العملية، إذ لا يستطيعون توفير تكلفتها من راتبهم التقاعدي أو حتّى الوظيفي الذي يُستهلك كلُّه في منتصف الشهر، ويلزم لهم ادّخار كامل رواتب بضعة أشهر كي يستطيعوا إجراء العملية!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، برفع الأمر لصاحب القرار في وزارة الصحّة، لمعالجة أزمة مياه العيون كما عولجت أزمة نقص مياه المنازل، بتقريب مواعيد العمليات في المستشفيات الحكومية، وإفهام أطبّاء العيون في العيادات الخاصّة أنّ الموضوع ليس تجارة فاحشة، بل طبّ ومهنة إنسانية يُفترض ألْا يكون فيها تعجيز وتصعيب، خصوصاً بعض الأطبّاء السعوديين الذين لا يكترثون بظروف المواطنين الاجتماعية والمالية، وحقاً يا عيون المواطنين: سيلي دموع فرحة وبهجة، ولا تسيلي مياهاً بيضاء وزرقاء، ونجّاك الله من كلّ أزمة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store