يتخلّقُ بعضُ أعضاء الكونجرس الأمريكي بالعجرفة، ويتصرّفون كما لو كانوا مُنَصَّبِين من الله عزّ وجلّ لتسيّد العالم والهيمنة المُطلقة عليه، وهم ينجرفون لعقيدة تفوّق العِرْق الأمريكي على بقيّة الأعراق، فينعكس ذلك على سلوكياتهم التي تخلو تماماً من التحضّر واللياقة والدبلوماسية!.
من هؤلاء الأعضاء: السيناتور «ليندسي غراهام» الذي أساء للمملكة وقادتها كثيراً في الفترة الأخيرة، وقلّل من مكانتها العالمية التي وصلت إليها وتستحقّها بكلّ جدارة، وحاول بكلّ ما أوتي من عجرفة للإضرار بها، لكنّه فشل وارتدّت إليه عجرفته وهو يقبع في الحسرة وخيبة الأمل!.
وهاهو غراهام يمارس عجرفته مرّة أخرى، لكن على طريقة رُعاة البقر في الغرب الأمريكي في الماضي، ممّن يعلّقون صور خصومهم على الجدران ويصفونهم بأنّهم مطلوبين أحياء أو أموات «Wanted Dead or Live»، ويبعثون خلفهم القتلة المأجورين لأجل ذلك، وقد طالب علنًا باغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ رئيس إحدى أكبر دول العالم وأكثرها امتلاكاً للأسلحة النووية، وهذا بحدّ ذاته تهوّر من غراهام لأنّه يؤجّج الحرب الروسية الأوكرانية ويفتح أبواب تطوّر الحرب، ويُقرّب قُوى العالم النووية من حافّة التصادم المباشر الذي إن حصل -لا قدّر الله- فلن يُبقي شيئاً على الكرة الأرضية ولن يذر!.
وسلوكيات متعجرفة كهذه من بعض أعضاء الكونجرس تُذكّرني بسلوكيات حضارة عاد قوم النبيّ هود عليه السلام، الذين قالوا: من أشدّ منّا قُوّة؟
فعذّبهم الله بالريح الصرصر العاتية، وأفناهم عن بكرة أبيهم لأنّهم عتوا بقوّتهم البشرية عن أمر ربّهم، ونسوا قوّة الله التي هي الأشدّ والأعظم!.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ العجرفة شرٌّ أصاب كثيرين على مدى التاريخ، فأودت بهم إلى الهزيمة النكراء، وأنّ الولايات المتّحدة الأمريكية بسياسييها المتعجرفين ليست بمنأى عن عواقب العجرفة، وأنّ عاد قوم هود كانوا عاداً الأولى، حسب القرآن الكريم، بما يُؤكّد وجود عاد ثانية ربّما تكون هي أمريكا، فهل يتّعظ من هم تحت قُبّة الكونجرس من شيوخ وسيناتورات؟!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
