* يجب على المرء الحصيف أن يلجأ لنفسه، ويختلط بأفكاره، وينشغل بتأمّلاته، ويندهش بهواياته، ويتداوى بالقراءة والعزلة.. فالإفراط في الاختلاط بالناس، يشوّش الإدراك والبصيرة، ومن أجل اكتساب حكمة عظيمة، يجب أن يكون المرء متفرّغاً في عزلة عظيمة.
* حين تودّ أن تفهم، يجب عليك أن تتساءل كثيراً، ثم تنصرف إلى الصمت والتأمّل والترقّب والملاحظة والاطّلاع، يجب أن تكون صامتاً كي تتلقّى الإجابات.. أن تكفّ عن الضجيج حتى تستمع للهمس.
* يجب أن نفرّق بوضوح بين ما لا نفهمه حقّا على سبيل الجهل، وبين ما لا نريد أن نفهمه نتيجة الخوف، فذلك من قواعد المعرفة، أما من يدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة، فيجب الشكّ فيه والفرار منه مباشرة.
* يجب علينا إحياء فضيلة «المروءة» بين الناس، ذلك الخُلق الرفيع الذي يدور حوله الدّين، وتتبنّاه الإنسانية، فالسّلوكيات الأخلاقية -بصورة عامّة- في غاية الهشاشة والاضطراب، ومثيرة للشفقة والأسف، ناهيك عن القرف.
* يجب أن نعي حقّا أن الناس خُلقوا في كَبَد، وأنّ الله ابتلاهم بفتن الحياة والموت، والخير والشرّ ليعلم أيّهم أحسن عملاً، وجعل بعضهم لبعض فتنةً بغرض الصبر، وأنّ الحكمة الإلهية اقتضت التمحيص ليعلم سبحانه من يخافه بالغيب، وأنّ الكثرة مذمومة، وأنّ النجاة مع الفئة المؤمنة القليلة.
* يا صديقي: كان يجب أن ترفض، وأن تُغادر، كان يجب أن تمشي بعيداً، لكنّ قرارك بحسب الظروف حينها، كان يبدو لك صائباً تماماً، فلا تحزن ولا تندم، ما حدث كان مُتوقّعاً له أن يحدث، أو لعلّه كان يجب أن يحدث، لا يهمّ!.
* يقول الفيلسوف العَدمي (إميل سيوران): «يجب على المرء عندما يبلغ عمرًا معيّنًا، أن يغيّر اسمه ويلجأ إلى مكانٍ مجهول لا يعرف فيه أحدًا، مكان لا يخشى فيه رؤية أصدقاء أو أعداء، حيث يعيش حياةً راضية وهادئة، حياة شريرٍ مُنهَك»!.
* وبالرغم من المآسي والحقائق الصادمة وخيبات الأمل، يجب أن نقاوم، يجب أن نصلّي، ونغنّي، ونرقص، ونجبر الخواطر، يجب أن نحبّ، إذ لا مفرّ من الحبّ، أن نحبّ بجنونٍ وشغف، نحبّ حتى الفناء.. يقول الفيلسوف العبَثي (ألبير كامو): «يجب أن يكون في حياة كلّ منا حُبّ ما، حُبُّ واحدٌ صادق كبير، لأنه دائماً ما يكون منقذاً لنا عندما نُصاب باليأس».
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
