Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

روسيا العاقلة.. وإيران المجنونة!!

A A
على فرض، وفقط على فرض، أنّ الغرب بقيادة أمريكا ثمّ بريطانيا ففرنسا وبقية دول أوروبا، مُتضرّر حالياً من الغزو الروسي لأوكرانيا، ويُعاني من ذلك، يا حرام!.

وأنّ مواجهة الغرب لروسيا مباشرةً وردعها هي مهمّة خطيرة للغاية، لأنّها تملك ترسانة ضخمة من السلاح النووي!.

وأنّ المواجهة المباشرة بينهما قد تعني حرباً عالمية نووية؛ لا تُبْقِي ولا تذر شيئاً في كلّ أنحاء قارّات كوكب الكرة الأرضية!.

وأنّ هذا هو ما جعل الغرب يتجنّب المواجهة المباشرة ضدّ روسيا، فركّز على العقوبات الاقتصادية التي نجح منذ عقود في جعْلِ مقاليدها حصريةً بين يديه!.

فلماذا إذن يسمح الغرب لإيران بالمُضيّ قُدُماً في برنامجها النووي؟! إنّه ليس ساذجاً ليظنّ أنّ البرنامج مُخصّص للأغراض السلمية، وهو يسعى لاتفاق نووي معها، ويدرس تبرئة حرسها الثوري الإرهابي من قائمة الإرهاب، ويعلم علم اليقين أنّ إيران في حالة تصنيعها للسلاح النووي ستستنسخ النموذج الروسي في جزئية التهديد باستخدامه، وأنّ تفكيرها بغزو ومحاربة دول الجوار مباشرةً دون وكلاء سيُصبح أسهل، وأنّ مواجهة الدول العربية لها ستكون أكثر صعوبة وخطورة إذا كان بيد إيران سلاح نووي، خصوصاً مع أيديولوجية إيران الفارسية العقائدية التي تزعم التشيّع لآل بيت النبوّة بالكذب والزور، والتي تؤمن بهلاك الكثير من العرب وسفك دمائهم؛ حتّى في الحرمين الشريفين كي يخرج مهديها المزعوم من سردابه الذي اختبأ به، فضلاً عن كون مُعمّمي إيران ليسوا أرحم من قياصرة روسيا!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ تجاهل الغرب لإيران هو ازدواجية مقصودة، وبانت بوادر عواقبها، علم ذلك من يعلم، وجهل ذلك من يجهل، وقد حان الوقت للعرب لمواجهة الغرب ومصارحته.. فإمّا تحالف معه لا ضير فيه عليهم من الفُرْس، وأحلامهم باستعادة إمبراطوريتهم، وإمّا ازدواجية يضطرّهم للبحث عن الحلفاء الصادقين، والاستقواء الذاتي تقليدياً ونووياً، وألف قنبلة نووية في يد روسيا العاقلة؛ أقلّ خطراً من قنبلة نووية واحدة في يد إيران المجنونة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store