Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هدايا مدير أجنبي!!

A A
في مقطع فيديو مُتداول، صوّر مدير أجنبي نفسه في بلده وهو يُوزّع هدايا على موظّفيه الرجال والنساء، تشجيعاً لهم على عملهم معه، وتحفيزاً لهم على تقديم المزيد من الجهد لمصلحة الشركة التي يعملون فيها جميعاً، وهذه سياسة محمودة، وتُفْرِزُ الكثير من الإيجابيات على الصعيد الإنتاجي والوظيفي والاجتماعي.

وكانت الهدايا فاخرة للغاية، إذ كانت تذاكر سفر وكوبونات إقامة مجّانية في فنادق ٥ نجوم، إمّا في دبيّ أو القاهرة أو إسطنبول أو باريس أو لندن، وقد وُزِّعَت عليهم بالقرعة العادلة وحقَّقت لهم مفاجآت سارّة وإجازات سعيدة.

وأمّا كاتبكم فقد كان في واد آخر، إذ تأمّلْتُ المقطع، وطَلَعْتُ منه أنّه يوجد من بني جلدة هذا المدير الأجنبي آلاف العاملين لدينا، ممّن احتكروا وظائف المواطنين، ولم أسمع ذات يوم عن توزيع مثل هذه الهدايا منهم على موظّفين سعوديين «هنا»، رغم أنّ الشركات التي يعملون فيها هي سعودية ١٠٠٪، ما لم يكن سمعي قد أصابه بعض النقص لا قدّر الله، وإنّما سمعت عن هدايا مختلفة للمواطنين الموظّفين من مديريهم الأجانب، وتختلف بزاوية قدرها ١٨٠ درجة عن هدايا تذاكر السفر وكوبونات الإقامة، وهي إمّا فصل تعسّفي بلا سبب، أو خصم كبير من رواتبهم وحوافزهم المتواضعة أصلاً، أو تعجيزهم بأعمال شاقّة لا يطيقونها لإثبات عدم أهلّية المواطنين للتوظيف أو الاستمرارية في الوظائف، وغير ذلك من هدايا «التطفيش» التي يجيدها المديرون الأجانب وكأنّ لديهم شهادة دكتوراة فيها بمرتبة القرف.. عفواً.. الشرف الأولى، بل حتّى لا يهدونهم تذاكر سفر على متن حافلة مهترئة للطائف أو أبها أو العُلا وإقامة غير مجّانية في شقق مفروشة متواضعة!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ هذا جزء من ١٠٠٠ جزء من المشكلة الأساسية، وهي سيطرة الأجانب لدينا على جُلّ الوظائف القيادية في شركاتنا، وما يتبعها من تحجيم لنسبة توطين الوظائف، وجعلها محلّك سرّ، وبلا مميزات وحوافز للمواطنين الموظّفين، الأمر الذي يجعل توطين الوظائف الدُنيا فقط غير ذي فائدة عظيمة، وأنّ توطين الوظائف القيادية مع الوظائف الدُنيا هو الفيصل، وهو الحل الجذري للمشكلة وأساسها الغائب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store