Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الحاجة للبترول لن تنضب...!

A A
الموارد الطبيعية بشتى أنواعها معرضة للنضوب ولكن الحاجة لها قد لا تنضب حتى يكون هناك بدائل لا تقل مستوى وجودة وفعالية عنها.

البترول.. تكيفت حضارة الإنسان من بداية القرن العشرين حوله وحول مشتقاته -الذهب الأسود- الذي لا يوجد في كل مكان وإلا كانت الدول السباقة في الابتكار والاختراع والإبداع احتكرت الإنتاج وتحكمت في مصير الدول والمجتمعات التي لا يوجد بها.. ومن نعم الله على جزيرة العرب ودول عربية أخرى أن نصيبها من منابع البترول كان وافرًا، ليبيا والجزائر في شمال أفريقيا والعراق وإيران ومنطقة الخليج العربي حظيت بالنصيب الأوفر.

في البداية كانت الشركات التي ساعدت على التنقيب والاستخراج والتسويق احتكارية بإجحاف ومع مرور الوقت ومن خلال التطور والوعي استعادت الدول المنتجة حقوقها وتكونت منظمة الأوبك بسياسة محكمة تضمن حقوق المنتج والمستهلك واستقرار الأسعار عالميًا بحكمة وبدون إخلال بموازين القوى الاقتصادية والمشاريع التنموية في أنحاء العالم.

تطورت الصناعة في مجال مشتقات البترول وبذلك تعمقت الحاجة والفوائد الناتجة عن الذهب الأسود وكانت المملكة العربية السعودية في قلب الصراع على البترول ولعبت أدوارًا إيجابية ليس لمجرد حماية مصالحها ولكن بحكمة الإدارة والتعاون بين الدول منتج ومستهلك وحتى عندما احتوت على ملكية شركة أرامكو بالكامل كان الانتقال بهدوء وبدون ضجة وصخب إعلامي واستمرت الإدارة مختلطة سعودية وخبرات أجنبية للمحافظة على الاستمرارية والمضي قدمًا في التطوير والتمكن في صناعة أصبحت أساسية لحياة الإنسان ولكل وسائل النقل العالمية برًا وبحرًا وجوًا والعالم يراقب ويبحث عن البدائل والتكهنات بالنضوب وإيجاد البدائل مستمرة ولكن الواقع يثبت بأن الحاجة لا تنضب بسبب عمق وحجم الحاجة التي يسابق نبضها دقات قلب الإنسان في كل مكان من العالم والمناشدة للترشيد والحد من الإسراف في الإنتاج من قبل الدول المنتجة إلا بقدر ما تتطلبه الحاجة.

ومن نعم الله أن وجود مكامن البترول لم تتدخل فيها أياد بشرية ولكنها وجدت في باطن الأرض بقدرة الله عز وجل الذي قدر أن توجد في مكامن معينة ولله في أمره ما يشاء.. وإلى كل من يروج لأفول الحاجة للنفط عليهم أن يتفكروا ويدركوا أن كل آلة ميكانيكية على وجه الأرض يتطلب وجودها وحركتها تلك المادة السائلة -البترول- للمساعدة على دورانها ومنافعها لحياة الإنسان في كل مكان فهل بعد ذلك من شك بأن الحاجة لا تنضب إن نضبت المادة!والشراكة بين المنتج والمستهلك أصبحت من ضرورات الحياة من بداية القرن العشرين وما جرى من تحولات وابتكارات لتطوير وتشغيل حياة الإنسان على كوكب الأرض.. وفي مجال الاحتياطات البترولية المعروفة يبقى سباق الصراع من أجل البدائل التي بإمكانها تلبية الحاجة التي لا تنضب.. ومن المهم العلم بأن قصة البترول في الدول المنتجة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لم ترو بعد بكل مراحل استخراجه وتفاصيل التكرير والتوزيع ومنافعها التي عمت أرجاء العالم وأزعم أن هناك إخفاقًا كبيرًا في جعل قصة البترول ضمن منهاجنا التعليمية حتى تعلم الأجيال أين كنا وكيف وصلنا.. وتستلهم تحديات البدايات وكيف كانت مجابهتها وتبني على الإنجازات وتحفز طموحات التفوق في مجالات احتياجات لن تنضب وإن نضبت المادة.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store