Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الاعتداءات الحوثية على مرافق الطاقة..!

A A
الهجمات الحوثية الأخيرة على جدة وجازان وظهران الجنوب تدل على إنه كان هناك تنسيق دقيق للتزامن العدواني على مواقع إستراتيجية وحساسة تحمل عدة مغازٍ الأول: محاولة إفشال اللقاء المرتقب بين القوى اليمنية في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.. وثانيًا: دعم مواقف إيران في مفاوضات فيينا.. وثالثًا: تصعيد أزمة الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وحصار روسيا وآثار ذلك الحصار على أوروبا والاقتصاد العالمي.

كل هذه المغازي مجتمعة تدل على فشل الإدارة الأمريكية ومعها دول حلف النيتو في فهم أبعاد المحاور الثلاثة وما يترتب عليها من فوضى عالمية تضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة. والإخفاق يتمثل في تشجيع أوكرانيا لمناكفة روسيا وغض الطرف عن إدانة إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي وخلق أزمة عالمية لمصادر الطاقة وتعثر مفاوضات 5+1 في فيينا وفوق ذلك تطلب أمريكا الدعم لمواقفها المبنية على سياسات متناقضة نهايتها الفشل مثل التردد في دعم الشرعية في اليمن وتشجيع فصيل إرهابي تدعمه إيران المارقة والإدارة الأمريكية تواصل تنازلاتها في مفاوضات النووي في فيينا وهذا تناقض شنيع من قبل أمريكا في السياسة الدولية يخدم الحركات الإرهابية والدول المارقة على القوانين والأعراف الدولية وتنعكس آثاره السلبية على أسعار الطاقة والاقتصاد العالمي.. والواقع الذي يغيب عن الساسة في دول حلف النيتو إن الفوضى لن تحل الأزمات الداخلية التي تعيشها تلك الدول بل إنها تزيد من حدة التوترات الدولية وتجر إلى المزيد من الفوضى بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء على وجه الخصوص وما يتبع ذلك من أزمات أمنية والمتسبب الرئيس في ذلك الإدارة الأمريكية الحالية.

وبالعودة إلى الاعتداءات على مرافق حساسة في المملكة العربية السعودية من الواضح إن هناك خللاً في جهود دعم الشرعية مصدره الداخل اليمني بسبب عدم الجدية في اجتثاث الحوثي والتصدي لمصادر تموينه بصواريخ ومسيرات يستخدمها ضد المملكة والإمارات العربية وعدم إدراك الشعب اليمني بمدى خطورة الوضع على علاقاته مع شعوب دول الجوار.

وفي الختام يجب التأكد بأن الإدانات التي تصدر من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية بعد كل حادث يرتكبه الحوثي بدعم من إيرإن يستهدف أمن واستقرار مصادر الطاقة العالمية وأمن دول المنطقة لا تعني شيئًا إذا لم تتخذ تلك الدول خطوات جادة ضد مصدرها الرئيس في إيران وأذرعتها الإرهابية في اليمن ولبنان والعراق كما أن على دول التحالف الرد بدون رحمة على العدوان الحوثي ومؤيديه داخل اليمن لأنهم تمادوا في تجاوزاتهم برغم كل ما تقدمه السعودية والإمارات لشعب اليمن من معونات إنسانية مراعاة لظروفه التي يعيشها مع الحوثي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store