Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

نابليون بونابرت ومدرّب المنتخب!!

A A
كان في الماضي يُطلق على حاكم فرنسا لقب «الإمبراطور» إذ كانت فرنسا إمبراطورية عُظْمى تستعمر الكثير من أصقاع العالم البعيدة عنها جغرافياً، والمختلفة عنها في العِرْق والثقافة والدين.

ومن أشهر أباطرة فرنسا «نابليون بونابرت» الذي حكمها في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، ونبغ في العلوم العسكرية والأدب والجغرافيا والتاريخ، ولُقِّب برجل الأقدار، وحقّق انتصارات عسكرية كثيرة داخل وخارج أوروبّا، غير أنّه كان مكروهاً في الدول الإسلامية، وحُقّ لها أن تكرهه بعد أن أفسد فيها وطمع بثرواتها، وقاد حملات عسكرية ضدّ مصر، وامتدّت حتّى وصلت للشام، وحاصر عكّا الفلسطينية، وكانت حملاته جزء من الحملات الصليبية من الغرب المسيحي على الشرق المسلم، بهدف محو الهوية الإسلامية وسرقة الثروات، وعُرِفَت بحملات الحجّ المُسلّح، ويا لها من حملات بغيضة!

واليوم هناك نابليون بونابرت آخر يعيش بيننا، لكنّه نابليون بونابرت.. غير، وحتماً تعرفونه، إنّه المستر إيرفي رينارد، مدرّب المنتخب، ويتشابه معه فقط في كونه إمبراطور آخر بشخصية قوية، ومكر، ودهاء، وقد نبغ في علوم كرة القدم، ويُلقّب برجل المهمّات الصعبة، وحقّق انتصارات كروية كثيرة مع منتخبنا، داخل المملكة وخارجها، وهو ليس مكروهاً البتّة من قبل السعوديين، بل أستطيع القول إنّه المدرّب الأجنبي الأكثر شعبية وحُبّاً عندهم، وقاد حملات كروية ضدّ أفضل المنتخبات الآسيوية، وامتدّت لليابان وأستراليا والصين، وحاصرها وتفوّق عليها بما أهّل منتخبنا لكأس العالم للمرّة السادسة في تاريخه، ولم تكن في حملاته صُلْبان ولا محو هوية ولا سرقة ثروات ولا بُغْض بل مساعدة منتخبنا باحترافية وعقود مالية مقبولة بين الطرفين لتحقيق الإنجازات.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّها تشعر أنّ إنساناً فرنسياً مُفيداً ونبيلاً ومُخلِصاً في عمله، حتّى لبلد آخر غير بلده، مثل الإمبراطور إيرفي رينارد، يستحقّ الدعوة للإسلام الذي نتمنّاه كمسلمين لمن نحب، لكنّ الله يهدي من يشاء وليس من نحبّ، فاللهم اهده للإسلام، واجعله من الناجين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store