Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

ليلة القبض على عبدو!!

A A
على غرار الروايات والأفلام العربية القديمة سوف أبدأ هذه المقالة بالمشهد الأخير، لحظة إلقاء رجال الأمن البواسل القبض على ذلك المقيم اليماني الذي ظهر في فيديو مستفز من أمام ألسنة النار وأعمدة الدخان، وهو يمجد الجريمة الغاشمة التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية باستهدافها محطة ارامكو، حيث بدا مؤيداً متعاطفاً معهم، وهو يردد وسط أنغام الموسيقى الحربية الصاخبة وتحت مفعول تخزينى عالي (رحبو.. رحبو، جعلي فداك يا عبدو)!

لقد حان الوقت؛ لتشريع «العنصرية» التي تهدف لفضح بدايات مثل هذا المقيم الخائن ببلاده حين كان يفترش التراب بعشة أو صندقة وبالكاد يجد قوت يومه، قبل أن يبتسم له الحظ ويجد فرصة عمل بمملكة الإنسانية، فيقتني الملابس النظيفة والسيارات الحديثة والأجهزة الذكية، لكنه بدلاً من أن يحفظ الجميل لمن أكرموه ونظفوه، نجده يحمل -بكل غباء- الحقد والغل الدفين تجاههم، ويقدم فروض السمع والطاعة لمن سرقوا خيرات بلاده وطفشوه!

لقد حان الوقت؛ لتنظيم حملة تصحيحية لضبط الخائنين شبيهة تماماً بحملة المتخلفين، ومحاكمتهم ومعاقبتهم والتشهير بهم وترحيلهم وفق المادة ١٨ لنظام الإقامة، بعد أن تزايدت أعداد الذين يعيشون بيننا ويأكلوا من خيراتنا، ويتصدرون مشهدنا ومنصات تواصلنا، ثم نجدهم وبكل وقاحة يمجدون حكومات غيرنا، ويتألمون لكوارث أعدائنا، ثم يلتزمون الصمت أو يعلنون الرضا عن كل ما يحل بنا من مواقف مغرضة أو حوادث طبيعية أو جرائم إرهابية!!

لقد حان الوقت؛ لتقديم سوء الظن بدلاً من إبداء حسن النية تجاه أي هفوة يرتكبها مقيم يشوب العداء أو الضبابية العلاقات مع بلاده، وألا يسمح بترحيله من قبل منشأته قبل تقديمه لجهة العدالة، ولمن يظن بأن عقوبة (عبدو) لن تتعدى الإيقاف ومن ثم الترحيل، أود الإيضاح بأن العقوبة المنتظرة وفق المادة ٣٤ لنظام مكافحة الإرهاب وتمويله تصل للسجن مدة ٨ سنوات لتأييده كيان إرهابي وإفصاحه عن تعاطفه معه وتسويغه وإشادته بجريمته.

لقد حان الوقت لأن نتعلم من درس (عبدو) وأشكاله ليكون شعارنا بالمرحلة القادمة تجاه المقيم الذي تحوم حوله الشكوك؛ (من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن).

لقد حان الوقت؛ لإعلان موقف مناهض تجاه مواقف مفوضية الأمم المتحدة والتي تتبنى مفاهيم (عبدو) وأشكاله، حيث لم تنبس ببنت شفه أول ما ضربت صواريخ الحوثي الارهابية خزاني أرامكو بجدة وتحلية المياه بظهران الجنوب ومحطة كهرباء جازان، ثم نجدها -بكل بجاحة- تصدر بياناً عاجلاً تُعرب من خلاله عن قلقها إزاء الغارات الجوية الدفاعية على مدينة الحديدة ومديرية الحالي وميناء الصليف، معتبرة أنه شريان حياة لسكان اليمن لا غنى عنه ومطالبة بهدنة عاجلة مع اقتراب شهر رمضان!!

لقد حان الوقت؛ لأن ننحي جانباً الطيبة الزائدة والمبادئ الصورية والمنظمات الإنسانية ذات المعايير المزدوجة، لأنها المظلة الكبيرة التي يحتمي تحتها (الخونة) كلما طرحنا رؤى إصلاح مجتمعاتنا، لذا يجدر بالموارد البشرية الشروع بخفض نسب العمالة الأجنبية وتنظيف القطاع الخاص من أعلى الدرج، بداية بالمناصب القيادية وانتهاء بالوظائف البسيطة، وليعد ذلك المقيم الخائن الكافر بالنعمة لبداياته حين كان يسكن العشة ويفترش التراب ليصدح بمواله الحزين؛ (ذلفو.. ذلفو، اشتي أروح السعودية، الله ياخذ عمرك ياعبدو)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store