Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

مشهد الصراعات والحروب والحالة النفسية..!

A A
يهل على العالم الإسلامي شهر رمضان المبارك في هذا العام بعد انفراج جائحة كورونا التي عمت العالم وعطلت المواسم الدينية والاجتماعية لعامين متتالين، وفي هذا العام يواجه العالم حربًا طاحنة بين روسيا وأوكرانيا وصلت آثارها أرجاء العالم بسبب ذلك النزاع ومشاهد الدمار والدماء والتهديدات بأزمات متلاحقة تصل آثارها الكثير من دول العالم.

قبل ثورات المعلومات المتلاحقة لتقنية المعلومات والتدفق السريع للأخبار بدون حدود وعولمة النقل الإعلامي والتواصل والبث المباشر من خلال الأقمار الصناعية التي وضعت في مدارات محددة حول الكرة الأرضية كانت أخبار الحروب والنزاعات بين الدول تأخذ وقتًا طويلًا حتى تصل إلى عامة الناس في الدول والقارات البعيدة عن مناطق النزاعات ويكون تأثيرها أقل مئات المرات من قوة الصدمات المفاجئة التي يتعرض لها المشاهد في هذا الزمن المضطرب من جراء صراعات كونية لا حصر لها من حروب وقتل ومجاعات وتهجير الملايين من المواطنين من منازلهم وأوطانهم فرارًا من ويلات الحروب والاضطهاد بحثًا عن أماكن آمنة.

والمشاهد أينما كان موقعه في هذا الوقت يتعرض لصدمات نفسية تبعث على الخوف والقلق وتجعله يشعر بأن العملية مجرد وقت حتى يصله لهيب تلك الكوارث بطريقة أو بأخرى تنال من أمنه الشخصي إلى أمن الغذاء والدواء والأمن والاستقرار الذي اعتاد عليه قبل حصول تلك الزلازل والهزات الاجتماعية والنفسية!

ومع قدوم شهر رمضان الفضيل ينعقد في الرياض اجتماع لكل الأطراف اليمنية الفاعلة في المجتمع اليمني بدعوة من قبل أمين عام مجلس التعاون الخليجي للحوار مجددًا في محاولة للخروج بحل لمصلحة اليمن واليمنيين وإنهاء الحرب بحضور مكثف من الجهات المعنية بهَم وجود حل يمني للحرب القائمة في اليمن على أمل أن يسود التفاهم والخروج بحل ينقذ الشعب اليمني من فوضى الحرب في ذلك البلد والعودة للوفاق والتعايش السلمي.

تبذل السعودية والإمارات جهودًا جبارة لإنقاذ الشعب اليمني ولكن فصيل الحوثي الذي وظفته إيران لخدمة مصالحها الخاصة لازال يصر على منهج الإرهاب والفوضى ولعل لقاء الرياض والهدنة المعلنة تكون بادرة خير في شهر رمضان المبارك لعودة الأمن والاستقرار في اليمن شمالًا وجنوبًا للحفاظ على وحدته وحقن الدماء والتحول لمسار التنمية والأمن والاستقرار بعد تجارب مريرة لم ينل منها الشعب اليمني إلا مآسي وآلام جرته إلى الوراء بينما دول العالم تتسابق على السير قدمًا في طريق التقدم والنماء والعيش الرغد.

وفرصة اجتماع الرياض في الوقت الحالي يجب يرشدها العقل إلى توافق وحلول عملية تنقذ الشعب اليمني وتفتح نوافذ آمال واعدة للأمن والاستقرار في اليمن السعيد بدعم من دول الجوار والمجتمع الدولي.. ولا يخفى على الجميع ما تقوم به السعودية والإمارات وما ستبذله مستقبلًا لانتشال الشعب اليمني من براثن الفوضى والتخلف إلى واحات التطور والنماء التي يستحقها أسوة بجيرانه في دول مجلس التعاون.. وفي الختام خالص التمنيات الطيبة بمناسبة شهر رمضان المبارك لشعوب العالم أجمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store