Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم

رمضانيّات

A A
* انعكاسُ نمط النوم والاستيقاظ خلال شهر رمضان المبارك، غيرُ فطري وغير صحّي، فالإنسان بطبيعته كائنٌ نهاري، ينام ليلاً ويصحو نهاراً، مما يضع الساعةَ الحيوية التي تتحكّم في وظائف البدن المُختلفة ونمطِ إفراز هرمونات الجسم، تحت ضغطٍ شديد له مضاعفاته الحادّة والمزمنة.

* في شهر رمضان، يُنصَح دوماً بأخذ قسطٍ وافرٍ من النوم خلال ساعاتِ الليل لاستيفاء بعض السّاعات المطلوبة للنوم خلال أوقاته الطبيعية، ومحاولة تجنّب نمط النوم المعكوس تماماً، للحدّ من الآثار السّلبية لرداءة النوم والحرمان منه، كتعكّر المزاج.

* الطُّقوس الرّمضانية وبخاصّة الاجتماعية منها، تختلفُ عن حقيقة التديّن الفردي، ولعلّ تغيّر السُّلوكيات في رمضان بشكلٍ جذري، هو نتاج نوعٍ من الهوَس الجماعي والعدوى النفسية، اللتان تنتشران في العقل الجمعي بصورةٍ قويّة وسريعة.

* ما يحدث خلال الشهر الفضيل، من الإفراط في تناول أطعمة ومشروبات غنيّة بالسكّريات، والدّهون، والكافيين، في وقتٍ محدود وغيرِ تقليدي، يتسبّبُ عادةً في تُخمةٍ مُضاعفة، واضطراباتِ هضم مُزعجة، وإعياءٍ وخمولٍ واختلال نمط إفراز الهرمونات، فضلاً عن زيادة أوزان كثيرٍ من الناس.

* يبدو أنّ رمضان فرصةٌ سانحةٌ كي نفهم أنّ الشيطان بذاته غيرُ مسؤولٍ عن معظم الجرائم والذّنوب، وصورِ العنف وسوء الأخلاق وانخفاضِ الذوق العام لدى كثير من الصائمين!. ولعلّ حقيقة الأخلاق الاجتماعية، تظهر في أوقاتِ ما قبل المغرب على الطُّرق السريعة وفي الشوارعِ الفرعية والتجمّعات البشرية، خلال شهر التقوى والصبر!.

* من الناحية الإعلاميّة، يتميّز شهرُ رمضان لدى بعضهم، بإعلاناتٍ تلفزيونية طويلةٍ مُكرّرة، تتخلّلها مُقتطفاتٌ قصيرةٌ من مُسلسلاتٍ وبرامج، بعضها عبَثية ساذجةٌ مثيرةٌ للغثيان والنُّفور، تطلّ على المشاهدين بشكلٍ خاص ومتعمّد مباشرة بعد وقت الإفطار!.

* لطالما تفكّرتُ في الحساسية المُفرطة لكثيرٍ من المُسلمين في شهر رمضان، ضدّ مظاهر تناولِ الطعام والشراب خلال النّهار، لغير المُسلمين العاملين معهم والسّاكنين بينهم في كثير من المُجتمعات العربية المُسلمة، فلم أجد تبريراً مُعتَبراً مُقنِعاً.

* يقولُ قدّيس الأدب الروسي (ليو تولستوي): «الإيمان الحقيقي ليس في حاجةٍ إلى معابد ولا لزينةٍ ولا لإنشاد، ولا لتجمّع عددٍ كبيرٍ من الناس، على النقيض من ذلك، لا يدخل الإيمانُ الحقيقي إلى القلبِ سوى في هدوءٍ ووَحدة»... وكلّ عامٍ وأنتم بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store