Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

(5) أعوام من النجاح.. في ذكرى بيعة أمير الشباب

A A
حالة من الفرح الغامر يعيشها أبناء الشعب السعودي هذه الأيام بحلول الذكرى الخامسة لمبايعتهم للأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولياً للعهد، في ليلة غيَّرت تاريخ المملكة، وأعلنت ميلاد فجر جديد. في تلك اللحظات الخالدة التي صادفت ليلة 27 رمضان، وعلى بُعد خطوات قلائل من الكعبة المشرفة، جرت مراسم البيعة في سهولةٍ ويسر، توافق عليها كافة أطياف الشعب السعودي من مسؤولين وأمراء وعلماء وعامة الشعب على ولي عهدهم الجديد، ليحمل تطلعاتهم في غدٍ مشرق، ومستقبل مزهر، ويترجم أحلامهم ويفتح الآفاق واسعة أمام شبابهم، مليئة بالأمل وعامرة بالعمل.

كان الاختيار دقيقاً والقرار صائباً، فالأمير الشاب أظهر نبوغاً مبكراً، وأثبت أنه رجل المرحلة والأنسب ليكون عضيداً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وذلك عطفاً على ما يحمله من أفكارٍ نوعية، وطموح بحد الأفق، وتطلع لنقل المملكة نحو آفاق أرحب تليق بها وبمكانتها.

كانت رؤية 2030 التي يقف وراءها أمير الشباب بمثابة وصفة فريدة أتت في وقتها المناسب، لتنقل المملكة من دولة تعتمد أساساً على عائدات تصدير النفط كمصدر رئيسي لدخلها إلى دولةٍ عصرية؛ تعتمد تعدُّد مصادر الدخل، وتستثمر في بقية إمكاناتها الهائلة التي حباها بها الله سبحانه وتعالى، وتتبع التنمية المستدامة التي تقوم على الاستغلال الأفضل للموارد، وعدم استنزافها، والاحتفاظ بها لمصلحة الأجيال المقبلة.

بدأت الرؤية الصائبة باستنفار بقية الموارد، وتم تطوير السياحة، وأنشئت العديد من المشاريع العملاقة في مختلف مناطق المملكة. كما وجدت الصناعة حظها من الاهتمام والعناية، وبدأت الصادرات السعودية تغزو كافة دول العالم بمواصفاتها القياسية وجودتها العالية، وبذلك حجزت لها مكانا مرموقا.

أولت الرؤية في معظم محاورها اهتماماً كبيراً بتوطين التقنية، قناعةً منها بأنها لغة المستقبل، وتم التركيز على اجتذاب كبريات الشركات العالمية لفتح مقرات إقليمية لها بعد تهيئة كافة الشروط والمتطلبات لذلك. وعملت المملكة عبر صندوق الاستثمارات العامة للاستثمار في تلك الشركات، وهو نوع من التفكير المنطقي، حيث تلجأ معظم دول العالم المتقدمة لهذا النوع من الاستثمار فيما بات يُعرف باقتصاد المعرفة.

كما نالت الصناعات العسكرية نصيباً كبيراً من العناية، لأنها تُسهم في ضمان حصول قواتنا المسلحة على احتياجاتها العسكرية، دون التأثُّر بتقلُّبات السياسة العالمية، واختلاف الأجندات، إضافة إلى أنها تسهم في توطين التقنيات المتقدمة، وتؤدي إلى استحداث عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية المتميزة لأبناء الوطن.

لم تقتصر الرؤية -التي يقف ولي العهد على كافة تفاصيلها- على مجرد الجانب الاقتصادي، بل حملت في ثناياها جوانب اجتماعية وثقافية عديدة، فتم الاهتمام بإنصاف المرأة وتمكينها، وفتح آفاق العمل أمامها، لتسهم في تحقيق الإضافة المطلوبة للاقتصاد الوطني، وتم كذلك تعديل الكثير من القوانين التي كانت تحول دون مشاركتها الفاعلة في التنمية المجتمعية، في إطار الشريعة الإسلامية التي ارتضتها هذه البلاد دستوراً لها وقانونا.

ومن أهم القطاعات التي اهتمت الرؤية بتطويرها ودعمها؛ قطاع الشباب، لأنهم نصف الحاضر، وكل المستقبل كما يقولون، لا سيما إذا أخذنا في الحسبان أن معظم مواطني المملكة هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 عاماً، حسب بيانات الإحصاء السكاني الأخير، فنادت الرؤية في كافة محاورها بضرورة تقليل البطالة بين صفوف الشباب، وتوفير الفرص الوظيفية لهم، ورفع مقدراتهم وزيادة كفاءاتهم، سواء عبر برنامج الابتعاث الوطني لأرقى الجامعات العالمية، أو ببرامج التدريب المختلفة.

كذلك ركَّز -حفظه الله- على تحقيق العدالة بين كافة المواطنين، وشنّ حرباً لا هوادة فيها على مكامن الفساد المالي والإداري، معلناً بوضوح تام أن كل من اقترف من المال العام واستأثر به لنفسه أو لأقاربه دون وجه حق فسوف يدفع ثمن ذلك، وسرعان ما قرن ذلك التصريح بالعمل الفعلي، وقطع في ذلك شوطا بعيدا.

ولا يكفي المجال بطبيعة الحال لذكر كل المنجزات التي تحققت خلال هذه السنوات الخمس الوضيئة من تاريخ المملكة، لكن يكفي القول: إن ما تم تحقيقه حتى الآن، والخطوات الهائلة التي قطعتها المملكة على مختلف الأصعدة، والمكانة الكبيرة التي تبوأتها على خارطة العالم يؤكد بوضوح أن مبايعة الأمير محمد بن سلمان كانت لحظة فارقة في التاريخ السعودي.

ولعل أبرز ما يميز ولي العهد روحه العملية وميله للإنجاز والتحلي بالجوانب العملية، واهتمامه بمعاش الناس وواقع حياته، وتفقده للمواطنين ووقوفه الدائم إلى جانبهم، وهو ما أكسبه محبة كبيرة في قلوب أبناء شعبه.

التهنئة أسوقها في هذه المناسبة الغالية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وللأسرة المالكة الكريمة، وللشعب السعودي النبيل، سائلا الله أن يعيد هذه المناسبة الغالية وبلاد الحرمين تنتقل من نجاح إلى آخر، وأن ينعم على قيادتها الرشيدة بالصحة والعافية.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store