Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

مدير مكروه!!

A A
* يقع الكثير من المديرين والقياديين ضحايا لفئة مُضلّلة من المتسلقين وأصحاب المصالح الذين يُزيِّفون لهم واقعهم السيء، حيث يُوهمونهم باحترام ومحبة كافة العاملين لهم، بعد أن يكونوا قد عزلوهم تماماً عن واقع منظماتهم، مما يزيد هذا المدير المعزول بُعداً عن محيطه، وتخبطاً في عمله. إذا أردت أن تعرف هل أنت مدير أو رئيس تحظى بثقة ومحبة العاملين معك، فالطريق لا يبدأ أبداً من عند أذنيك، ولا بالاستماع لوشايات من حولك مهما كانت صفتهم، بل من خلال الإجابة بصدقٍ على الأسئلة الخمسة التالية:

1. هل يستنجدون بك عند المشكلات؟

في علم الإدارة يقولون: «توقف مرؤوسيك عن جلب مشاكلهم إليك هو أقوى مؤشر على أنهم لم يعودوا يثقون بك، ولا بإدارتك للأمور، بل إنهم ربما لم يعودوا يحترموك».. فالموظفون يُحبّون المدير الذي يثقون بقدرته على حل مشاكلهم، دون أن ينفجر فيهم أو يسخر منهم.. سياسة «قدم لي الحلول لا المشاكل» هي سياسة القائد الكسول.. استبدلها بسياسة «أحضروا لي مشاكلكم وسنحلها معًا»، ثق أن اليوم الذي يتوقف فيه العاملون عن جلب مشاكلهم إليك هو اليوم الذي تتوقف فيه فعلياً عن قيادتهم.. لأنهم إمّا أنهم قد فقدوا الثقة في قدرتك على المساعدة نهائياً، أو استنتجوا أنك لا تهتم.. وكلا الأمرين فشل ذريع في القيادة.

2. هل يختلفون معك بأريحية؟

عندما تُرسَِّخ في فريق عملك ثقافة احتمالية خطأك، فلن يخشوا إعلامك بذلك عندما يعتقدون أنك على خطأ، شيوع هذه الثقافة في منظمة؛ من أكبر أسباب المودة والاحترام المؤديان للثقة والنجاح.. البعض مجرد خلافك معهم، يعني نهايتك الوظيفية، وهذا يُحوّل العاملين إلى مجرد دُمى صامتة، ومصفقين للديكتاتور. تفهمك لاختلاف الآراء، سيجعلهم يحترمونك أكثر، ويتحمسون للمهام الناجمة عن الآراء المشتركة.. الفريق الذي يتشارك الحقيقة، والقائد الذي يستمع لهم؛ هم مزيج لا يُهزم.

3. هل يفعلون أكثر من واجباتهم؟

معظم الموظفين، مدفوعون بأخلاقياتهم وأمانتهم سيؤدون أعمالهم حتى لو كنت مديرًا سيئًا، لكن عليك أن تعلم أنهم سيعملون بجد واتقان أكثر عندما يكون لديهم قائد يُحبّونه ويحترمونه.. إذا كان معظم موظفيك يعملون بجد وإخلاص طوال الوقت وليس فقط أمام عينيك، فهذا مؤشر أكيد على احترامهم وحبهم لك وارتياحهم للبيئة التي يعملون بها.

4- هل يتناقص معارضوك، أم يزداد عددهم؟

من الطبيعي أن يصادف القائد الجديد معارضة مع عدد من الموظفين.. هؤلاء قد يكونوا يختبرونك.. تعاملك الهادئ والحازم والإيجابي سيَعبُر بك هذه المرحلة.. احتواء معظم هؤلاء المعارضين سيرفع أسهمك؛ خصوصاً إن حوَّلتهم لداعمين ومحبين لك.. لكن بقائهم وازدياد عددهم هو مؤشر عكسي يعني انخفاض الولاء.

5. كم شخصاً يشاركك المسؤولية؟

القادة الجيدون يصنعون قادة جيدين، كم شخصاً يُشاركك مسؤوليات المنظمة ويتحمّس لمشاركتك الإنجازات والقرارات والآراء والأعباء؟، كلما زاد عدد هؤلاء القادة الصغار من حولك، كان ذلك دليلاً على نجاحك وقُربك من العاملين، وحُبهم للعمل معك، وربما العمل من أجلك.

* ختاماً: تأكد أن المسافة بين المحبة والكراهية ضبابية جداً في عالم الإدارة، ويصعب تمييزها في كثير من الأحيان.. ليس بالضرورة أن يُحبّك الجميع، فالبعض لا يعجبه النجاح أصلاً.. لكن إذا كانت إجاباتك على معظم الأسئلة السابقة بـ(نعم)، فأنت على الأرجح على الطريق الصحيح.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store