Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالرحمن عربي المغربي

مواعيد الفرح

A A
يطرق الفرح أبوابنا دون استئذان، حاملًا بين يديه مواعيد جديدة له لا تحتمل التأجيل، ولا الغياب أبدًا، فرح غَزَلَ لنا خيوطه فوق خطوط الفجر، التي تتسلَّل إلى منافذ بيوتنا كل صباح، ليضع مُكعَّبات السكر في كوب القهوة الساخن، وفوق سطور نشرات الأخبار الصباحية، ويُغلِّف أمانينا في يومنا الجديد؛ الذي نتمناه دائمًا أحلى من مُكعَّب السكر، ليسمح لمزيد من الفرح أن يمتد إلى جميع الزوايا الجغرافية، فتصبح التوقعات أجمل بكثير، والرهان على حدوث الأجمل واقعاً.

ويبدو أنه أصبح مُقدَّرًا على مواسم الفرح أن تَعْقِد صفقتها معنا نحن المسلمين، فالغياب ممنوع، والأعذار حملت أمتعتها ورحلت، والفرح يبدو أنه قرَّر أن تطول إقامته بيننا، وألغى كل مواعيده المؤجَّلة، لأنه كان على موعد مهم مع الحكايات والأحاديث الصادقة، التي تُشبه تحليق الفراشات حول الضوء، لترى تسلُّل الفجر إلى النوافذ العتيقة، وذلك الصوت الذي لا يمكن أن يُخطئه حس المتذوق الراقي، فرغم بساطته، يتحدَّث بروحٍ مُحلِّقة، وحس ووجدان عميق.. إنه فرح المسلمين في المعمورةِ كلها، بعيد الفطر المبارك، الذي يأتي بعد فرحِ الأمة بشهرها الكريم، شهر رمضان العظيم، أعاده الله على الأمة بالخير واليمن والبركات، وكل عام وأنتم بخير.

*****

هذا الحبيب -صلَّى الله عليه وسلم- عندما خاطب بني قومه في عام الفتح قائلاً: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟.. فأتاه جوابهم: أخٌ كريم وابن أخ كريم، فكان الصفح المنبعث من النفس التي ربَّاها مولاها وملأها حُبًّا، وزكَّاها أصلاً وفطرة، فنظر إلى وجوههم في المكان الذي أَحَب، والأرض التي عشق، بين الحجون إلى الصفا، فهتف في أسماعهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، عليك صلى الله -جلَّ في علاه- وملائكته الكرام، يا من أنقذ الله بهديك النفوس من غيِّها وضلالها، فلتمتلئ هذه النفوس بإذن بارئها حُبًّا وتسامحاً، ولتلتقِ على صفاءٍ تُغذِّيه رشفات من ماء الطهر والقداسة من بئر زمزم.

*****

أغر عَلَيْهِ مِن النُّبُوَّةِ خَاتِمٌ

مِنْ اللهِ مَشْهُودٌ يُلَوِّحُ وَيَشْهَدُ

وَضَمَّ الإِلَهُ اِسْمَ النَّبِيِّ إِلَى اِسْمِهِ

إِذَا قَالَ فِي الخَمْسَ المُؤَذِّنُ أَشْهَدَ

وَشَقٌ لَهُ مِنْ اِسْمِهِ لِيُجِلَّهُ

فَذُو العَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store