Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

الاختيار (3).. كشف بالوثائق حقيقة الإخوان!!

A A
تابعتُ أحداث مسلسل الاختيار (3) من خلال التلفاز، حيث كانت كل حلقة تُوثِّق أحداث شاهدتُها وقت حدوثها، ابتداءً بما سُميِّت بـ»موقعة الجمل»، والقنّاصة الذين اعتلوا سطح وزارة الداخلية بالقاهرة لقتل المتظاهرين، والتهديد بحرق مصر إن لم يفز الدكتور مرسي بالانتخابات، ومحاصرة المحكمة الدستورية، ومحاصرة «حازمون» لمدينة الإنتاج الإعلامي، وفضيحة مناقشة قضية سد النهضة، وإذاعتها على الهواء بالخطأ، ممّا أحدث أزمة سياسية بين مصر وإثيوبيا، وقد خرجت في عهد مرسي العلاقات بين إيران والإخوان -التي بدأت عام 1938م- للعلن، وتوالت الزيارات بين الجانبين، وكان أبرزها زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر، وزيارته للأزهر، وإشارته بعلامة النصر من هناك، ومحاولة إنشاء حرس ثوري في مصر.. وممّا يميز هذا المسلسل أنّه نقل الأحداث موثَّقة بالصوت والصورة، ومنها:

1- دور الجيش والمخابرات المصرية في حماية الشعب من مخططات الإخوان، ومؤسسات الدولة من السقوط، وحماية الجيش من اختراقه من قبل الإخوان، وهذا الذي دفع الإخوان -عند تولّيهم الحكم- العمل على إقالة المشير حسين طنطاوي، ولمّا كان لا يمكنهم إقالته إلا بحدثٍ جلل، يُبيِّن تقصير المشير في حماية الجنود على الحدود، خطط المهندس خيرت الشاطر -الرأس المدبِّر للجماعة- لمذبحة رفح الأولى 17 رمضان 2012م التي استشهد فيها 16 شهيدًا، وتمّ إقالة المشير أعقاب هذا الحدث، وتعيين اللواء –آنذاك- عبدالفتاح السيسي وزيراً للدفاع، ظنًا منهم أنّه إخواني، وعندما قال السيسي لمرسي: «لن أكون إخوانيًّا ولا سلفيًّا»، حاول الإخوان التخلص منه، وقد هدّد الإخوان قيادات الجيش بثلاثة تهديدات، الأول للمشير طنطاوي بأنّه إن تغيّرت نتائج الانتخابات سيحرقون البلد.. والثاني: قول خيرت الشاطر، قد حرقنا مقرات الأمن، وسنعمل لهم محاكمة عسكرية.. والثالث: تهديد خيرت الشاطر للسيسي مدة 45 دقيقة، حيث كان يُلوّح بإصبعه بأنّ تنظيم القاعدة والإرهابيين سيتوافدون إلى مصر لقتال الجيش، وكان رد السيسي وقتها: (أنت تُهدِّد رئيس جيش مصر بإرهابيين؟.. قسمًا بالله الذي يرفع السلاح في وجه الجيش المصري «حشيلو» من فوق الأرض).. وهذا اعتراف من الإخوان أنّهم على تواصل مع كل هذه الجماعات الإرهابية.

2- متابعة المخابرات المصرية لما يُدبِّره الإخوان ضد الدولة والشعب المصري فترة حكمهم فتابعوا شحنات الأسلحة التي تُهرَّب إلى مصر لتسليح الجماعات الإرهابية التي تُوكل إليهم العمليات الإرهابية في سيناء وغيرها.. ومتابعة عملاء المخابرات الأجنبية الذين يأتون إلى مصر، وتسليمهم التقارير السرية المتعلقة بأمن مصر.

3- الحكمة التي تمتع بها السيسي كوزير دفاع فترة الإخوان، وحسن إدارته للأمور، وتجنيب البلاد مغبّة حكم الإخوان القائم على القتل والتدمير.

4- كشف لنا المسلسل أن الإخوان وراء وقائع حدثت، كان يُقال عنها وقتها أن الذي يقوم بها «طرف ثالث»، دون ذكر ذلك الطرف.

5- حركة تمرّد دفعت أكثر من 32 مليون مواطن ليطالبوا برحيل مرسي، ممَّا أفقده شرعيته. ونأمل أن يكون هناك جزء رابع للاختيار، لكشف بقية ما قام به الإخوان بعد سقوط حكم مرسي، ابتداءً من اعتصام رابعة وإشعال أرض سيناء، وتأكيد الدكتور البلتاجي بأنَّ العمليات التي تحدث في سيناء ستتوقف في نفس اللحظة التي يُعلن فيها السيسي عودة مرسي للحكم.. وتفجيرهم للكنائس والمساجد لضرب الوحدة الوطنية، وتفجير أبراج الكهرباء وأعمال البلطجة التي قام بها الإخوان، وكيف كان الأهالي يتناوبون لحماية أسرهم بمختلف الأحياء.. والدعم السياسي والمالي العربي لمصر في هذه الفترة وفي مقدمتها السعودية التي وقفت في وجه قوى كبرى دفاعًا عن مصر، والحيلولة دون عزلها دوليًا.

إنَّ ما قام به الإخوان فترة حكمهم وبعد سقوطهم، يُثبت أنّ ما قاموا به لا يمت للإسلام بصلة، فالموجِّهون والمُخطّطون لهم؛ ليسوا بمسلمين، وأوجدوا تنظيمهم لتشويه صورة الإسلام.

في مقال للأستاذ عباس العقّاد نشره بجريدة «الأساس» 2 يناير 1949 قال: إنَّ حسن البنا من أسرة مغربية ذات أصول يهودية، وأنّه وأباه وجدّه عملوا في تصليح الساعات، وهي مهنة اليهود آنذاك، وأنّه وُلِدَ في البحيرة، وهي أكبر منطقة يهودية في مصر، وفيها ضريح أبوحصيرة الذي يحجّ إليه اليهود اليوم، وقد سُمِّي بالبنَّا، من كلمة بناء، وهي أصل الماسونية، حيث يقولون عن أنفسهم البنَّاؤون الأحرار، وحسن البنا كان منهم»، وقد أكَّد الإمام الغزالي في كتابه «قذائف الحق» ما جاء في مقال العقّاد؛ إذ شرح فيه ماسونية حسن البنا.. وقد جعلوا هدف التنظيم إقامة دولة الخلافة الإسلامية بتكفير المجتمعات والحكومات الإسلامية، وإشاعة الفوضى والحروب الأهلية بهدف إسقاط الدول العربية لإقامة «دولة الخلافة»، وجعلوا المنتمين لهذا التنظيم من أبناء الشعوب العربية يعملون على هدم مجتمعاتهم بأنفسهم.. وقد استغلت الماسونية الأمريكية الإخوان لتنفيذ مخطّطاتها في البلاد العربية، فخططت لما سُمِّي بثورات الربيع العربي لتسليم الإخوان دفة الحكم ليكونوا الأداة التي يُنفِّذون من خلالهم مخططاتهم، وجعل إسرائيل هي القوة الكبرى في المنطقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store