من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي قضيت أيامًا في أرض العلماء، صاحبة التاريخ الذي يتجاوز 5 آلاف عام قبل الميلاد، الأرض التي سكنها الكنعانيون بعد نزوحهم من وسط الجزيرة بحثاً عن الماء العذب ثم أعقبهم الكلدانيون من أصل بابلي وأسسوا مدينة الجهراء التي كانت مركزاً تجارياً، مما جعلها أن تكون ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو 2018م، وعاصمة للسياحة العربية لعام 2019م.
دخلت الأحساء في الاسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وولّى عليها العلاء بن الحضرمي، وكان للأحساء دور بارز في تموين الجيوش الإسلامية وأكبر داعم لخزانة الدولة الإسلامية في ذلك العهد، والأحساء المحافظة الأقرب لدول الخليج والواحة الزراعية الأكبر في الجزيرة العربية حيث تضم 3 ملايين نخلة منتجة لأجود التمور وبها 30 عين ماء وأكبر بئر بترول منتجة في العالم.
الأحساء مدينة العلم والعلماء حيث بدأت أول مدرسة بها مدرسة القبة في حي الكوت عام 1019هـ ومدرسة الشلهوبية في حي الكوت عام 1183هـ ومدرسة الشهارنة تأسست في حي الرفعة عام 1200هـ، ومدرسة الشريفة تأسست في حي الكوت عام 1305هـ ومدرسة القرين تأسست في عام 1312هـ، وتم افتتاح أول مدرسة حكومية نظامية في العهد السعودي بالأحساء سُميت مدرسة الأحساء الأميرية عام 1356هـ التي درس فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعد الفيصل وبعض من الوزراء السابقين وكان لي الشرف لزيارة هذه المدرسة التاريخية والجلوس على مقاعد دراستها خلال زيارتي بدعوة كريمة من أخي الأستاذ الدكتور ظافر الشهري رئيس النادي الأدبي وأخي الدكتور صغير العجمي والذي طلبت منه تغيير اسمه من صغير الى كبير لخلقه وعلمه وأدبه الكبير، وبرفقة أخي الدكتور فؤاد المظفر زرت النادي الأدبي في الأحساء والذي أسجل اليوم إعجابي بالمكان والمكين والذي يعتبر أجمل النوادي الأدبية في المملكة بناءً وتصميماً والشكر لرجال الأعمال في الأحساء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز الجبر الذي تحمل نصف تكلفة البناء، والحقيقة أن القائمين على النادي من الأدباء والشعراء والمثقفين استطاعوا أن يجعلوا النادي قبلة الأدب والثقافة في الأحساء وخارجها وهذه العلامة الفارقة التي تميّز رجال الأحساء ونساءهم، شبابهم وشيوخهم تميّزوا بخلقهم العالي ومحبتهم لضيوفهم والتعايش بأخوية حميمية للقادمين للأحساء من بقية مدن المملكة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
