هل تعرفون زيت سمك السلمون؟ أو ما يُعرف طبياً على مستوى العالم بحمض Omega 3؟ إنّه مُكمِّل غذائي معروف، وله فوائد صحية عديدة، ويصفه الأطبّاء والصيادلة للأصحّاء قبل المرضى، ولا يُعرف عنه أضرار إلّا عند المبالغة في تناوله مثله مثل الأغذية والأدوية الأخرى!.
وفي الأصل فإنّ كلّ شيء طبيعي أو صناعي على حدٍّ سواء ويزيد عن حدّه ينقلب ضدّه، والله عزّ وجلّ يقول في كتابه الكريم «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ».
غير أنّ لأحد مشاهير السوشيال ميديا في الصين رأيا آخر، مخالفا لبقية العالم، إذ زعم في تجربة ضمن مقطع فيديو مُتداول بين السعوديين، أنّ زيت السمك الذي يُباع نفسه تماماً في صيدلياتنا، يحرق كرتونة الفِلِّين كما لو كان مادّة الأسيد الحارقة، وينصح المشهور بعدم تناول الزيت حرصاً على المعدة البشرية الأكثر ليونة من الكرتونة، لئلّا تتقطّع المعدة ولا يمكن علاجها وتتقاعد قبل بلوغها سنّ التقاعد!.
ومن يتمعّن في مقطع التجربة يلاحظ أنّ المشهور ربّما استخدم خدعة بصرية، أو استبدل الزيت بمادّة أخرى آكِلَة لكلّ ما تلمسها، أو أذاب الكرتونة بالنار الحقيقية فبل أن يتسرّب الزيت عليها من كبسولته ليبدو أنّ الزيت هو السبب، وبغضّ النظر عن كلّ ذلك إلّا أنّ المشهور أوصل لنا إعلانه المُضادّ لسلامة الزيت بوضوح، ولا أستبعد أن يصدّقه الكثيرون منّا ويُحرّمون على أنفسهم تناول زيت السمك!.
وبالنسبة لي، فإنّ هذا هو تأكيد آخر لانغماس مشاهير السوشيال ميديا حول العالم في لعبة الإعلانات التجارية، القذرة في بعضها، كسباً غير محسوب العواقب للمال والاستثراء الفاحش، حتّى لو كانت هناك مخالفات قانونية في الإعلانات وتشويه لسمعة الأفراد والجهات، ضمن تنافس تجاري غير شريف اتّخذ من وسائل السوشيال ميديا حاضنة دافئة له، ويا له من سوشيال ميديا!.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ التجارة ليست هي المحتوى الوحيد لوسائل السوشيال ميديا بما فيه من إيجابيات وسلبيات، بل هناك محتوى أخلاقي وديني واجتماعي ينبغي حماية المجتمع منه، بمعاقبة المشاهير المخالفين الذين نحتاج لحمايتهم من أنفسهم أولاً، إذ الجهل والسفاهة يطغيان على كثيرٍ منهم، وحماية المجتمع منهم ثانياً، ومن إعلاناتهم المصاحبة لهم، ويا أماننا من كلّ شرّ!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
