Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

عبدالله دحلان ودعمه لثقافة الوطن

A A
أصادفه في كل مكان هذه الأيام، يتردد اسمه باستمرار في محافل الثقافة، حيث أجد نفسي حاضراً، فأنا ابن هذا الوسط كما تعلمون، لكني أتحدث هنا عن الدكتور عبدالله صادق دحلان.. كنت أقابل جده عبدالله بن صدقة، في كتب التاريخ التقيته كثيراً، يتردد اسمه، حفظ التاريخ لعبدالله الجد مواقف خالدة في خدمة العلم والعلماء.. يقف الحفيد عبدالله اليوم موقفاً مشابهاً؛ يدعم العلوم والثقافة، يموّل مشاريعهما، ويشجع المبدعين والمبدعات.

في جدة، أخذ على عاتقه -مثلاً- أن يستمر ملتقى قراءة النص العريق علامةً شامخة بين ملتقيات الثقافة في المملكة، فارتبط الملتقى باسمه، كما ارتبط بنادي جدة الأدبي.. وهكذا نجده في الملتقيات؛ يرعاها، ويحضر بحب، ويقدم كلمته المعتادة؛ يبتسم بتواضع وفرح، ويعطي الحق لأصحابه، ويشكر الناس لأنهم أتاحوا له هذه الفرصة، لأن يقدم عن طريقهم، شيئاً لوطنه، وثقافة وطنه.

دحلان ليس جديداً على خدمة وطنه كما نعرف جميعاً؛ فقد قدم له الكثير خلال مسيرة عامرة من خلال الجامعة ووزارة الخارجية والغرفة التجارية ومجلس الشورى.. ولديه جامعة خاصة يرأس مجلس أمنائها؛ وتفتح أبوابها للمعرفة والتربية، يؤمها طلاب وطالبات المعرفة من كل مكان، وتسهم أيضاً بدورها في المجتمع والثقافة والفن، تنظم مناشط وندوات ثقافية، وحفلات فنية، وتجمع الناس، وستفعل بعد أسبوع، في يوم الموسيقى أيضاً.. محبٌ للفنون، ومؤمنٌ بدورها في التنمية والحضارة، لذلك لا يوفر فرصة ليكون حاضراً، يشارك في مناشط جمعية الثقافة والفنون؛ يدعم الجهود، ويشجع الفنانين والفنانات، ويقدم المبادرات.

في الشرقية قبل أسبوعين، كنّا في مهرجان دارين الشعري، وكان عبدالله دحلان واحداً من الشخصيات التي حرص المهرجان على تكريمها، نظير دعمهم للثقافة ومؤسساتها، وهناك كان الدحلان أيضاً، حاضراً بكلماته، وتواضعه، وابتسامته ذاتها، «إن ثقتنا بالإنسان السعودي بلا حدود؛ لأنه لا ينقصه الذكاء، وروح الصبر والمثابرة والتصميم والثقة والاعتداد بالذات.. وجميعها تتفاعل مع قيادة تتحلى بالإرادة والتصميم»، هكذا لخص دحلان موقفه في إحدى أطروحاته.

كنتُ ألتقيه باستمرار في منزل عاصم حمدان، كانت تجمعنا تلك الليالي العاصمية الشجية، وكنت شاهداً على تاريخ اجتماعي خاص غير معلنِ التفاصيل؛ هناك يجتمع عبدالله مناع، ومحمد عبده يماني، وغازي عبيد مدني، وإياد مدني، ومحمد سرور الصبان، وعبدالمحسن حليت، ومحمد عبود العمودي... وهناك طبعاً عبدالله دحلان، تاريخ الحجاز حياً ألمسه وأتسلل بين عبق دهاليزه وأسرار رواشينه.. اتصل بي عاصم حمدان ذات مساء، وقال لي: «الدحلان عازمنا عنده إذا زالت كورونا، أبغاك تاخذ كتاب حمزة شحاتة وتعطيه نسخة هدية»، «تبشر.. ويبشر».. هذا كان ردي، لكنّ عاصماً رحل قبل أن ترحل كورونا للأسف.

وحين أعلنت كلية الآداب بجامعتي، جامعة المؤسس عن جائزة باسم عاصم حمدان للدراسات النقدية والأدبية، بادر صديق عاصم الوفي عبدالله دحلان ليرعاها ويتكفل بمبلغها، لتقدم للباحثين والباحثات.. وهكذا هو، حاضر في الجامعة وفي المجتمع، يقدم ما يستطيع، ويشجع المثقفين ويحتضنهم، يحب الصالحين وهو منهم، عبدالله دحلان، رجل أعمال، هذا ليس سرًا، وهو رجُل أعمال ناجح، بارك الله له، لكنه رجل أعمال بقلبٍ حيٍّ أخضر، كم هم رجال الأعمال في البلد، أكثر من الهم على القلب، أمثاله قليل، كالغيم على رؤوس العشاق، يعرفون كيف يكون للسخاء معنى وللحضور بصمة.

قبل أسبوع حظيت بلقاء جديد مع عبدالله دحلان، حضر هذه المرة لجائزة وقف لغة القرآن، تلك التي ارتبطت باسم خالد الفيصل، فصارت الجائزة جائزتين، وكعادته حين يقابلني، يرحب، ويبتسم، ويحتفي بتواضع، ليتركني مبتهجاً؛ أفكّر في عبدالله صدقة دحلان، ذلك الذي حفظت مواقفه كتب التاريخ.. وأثق -كل الثقة- أنها ستفعل الشيء ذاته مع الحفيد عبدالله، سيشهد التاريخ للحفيد عبدالله؛ داعماً صادقاً للثقافة، وابناً باراً من أبناء وطن العطاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store