Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع صاحبة الجلالة!!

A A
لم تقع في يدي النسخة الورقية لصحيفة «المدينة» منذ فترة طويلة، ليست ذاكرتي بقادرة على إحصائها رغم قوّتها بفضل الله ونعمته، وأستطيع القول إنّ الفترة هي سنوات بلا أيّ ريب، بعد أن سلبت النسخ الإلكترونية من كلّ الصحف الأضواء من نظيراتها النسخ الورقية، وأنزلتها من عرشها العالي، وجرّدتها من لقب «صاحبة الجلالة» الذي تمتّعت به طويلاً، وربضت عليه عقوداً كثيرة!.

كُنت قبلها حريصاً على شراء النسخة الورقية لصحيفة المدينة كلّ يوم بعد صلاة الفجر من البقالة المجاورة لبيتي حتّى جاء يومٌ حزينٌ غشّاه الظلام واختفت فيه النسخ الورقية لكلّ الصحف ضمن إجراء اضطراري قامت به الصحف لإنقاص عدد النسخ الورقية المطبوعة، وتقليل حدّة الأزمة المالية الحادّة التي شهدتها وما زالت تشهدها الصحف الورقية!.

وبالأمس القريب، صلّيْتُ الفجر كالعادة، ومررت ببقالة أخرى بعيدة عن بيتي لأفاجأ بالنسخة الورقية لصحيفة «المدينة» معروضة على علّاقة الصحف، ويا لها من مفاجأة جميلة عادت بي إلى الزمن الجميل، فاشتريتها على الفور، ولم أستطع الانتظار حتّى أصل للبيت لتصفّحها، فتصفّحتها في السيّارة كقارئ مذهول ومنبهر في حضرة صاحبة الجلالة، وتضاعفت فرحتى برؤية أحد مقالاتي منشوراً في صفحة الرأي، مثلما كانت فرحتى عندما رأيت أول مقالاتي في ذات الصفحة قبل أكثر من ٢٠ سنة، واستمْتعْتُ بقراءتها صفحةً صفحة، واستمْتعْتُ كذلك بطريقة طباعتها وإخراجها التي تفوق جمالاً وتأثيراً مُريحاً واسترخاءً للنفس والعين طريقة الصحف الإلكترونية، ولا أعلم متى يعود هذا الزمن؟ وتنتشر الصحف الورقية بنفس انتشارها السابق؟ لا سيّما وأنّ هناك الكثير من الدول العربية والعالمية ما زال لصحفها الورقية روحٌ وثّابة لم تُزهق!.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بدعوة كلّ من يهمّه الأمر لإعادة النظر في سياسة دعم الصحف الورقية فهي الأصل، وهي أمّ الصحافة روحياً ومهنياً، ولها صولات وجولات مشهودة في الدفاع عن الوطن، مع احترامي وتقديري للإعلام الإلكتروني الجديد، لكنّ الأصالة والجذور للصحف الورقية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store