أجمل ما في شركة المياه الوطنية -التي مازالت تحبو بسنينها الأولى لخدمة العملاء عن طريق موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»- أنها عندما تسمع شكاوى المواطنين، وترى ردودها، لا يسعك إلا أن تبتهج بسرعة الرد، وسماعك لأحلى جملة تقول: (ما يصير خاطرك إلا طيب).
تخدير ثم تطفيش.. ثم كمتابع -إن لم تَخُض التجربة واقعياً- تعتقد أنهم قد حلّوا مشاكل المواطن عبر الردود الخاصة!.
هل يتصوَّر مسؤولو شركة المياه مقدار الألم الذي يعتصر جيوب المواطنين بفواتير تتجاوز أحياناً اللا معقول للمواطن البسيط، الذي لو استغنى عن عداد المياه، وجلب وايت كل أسبوع، لما بلغت معشار أغلب الفواتير؟.. طبعاً ليس الكل، ولكن بكل شهر يكون هناك ضحايا، ومن واقع تجربة شخصية.
هل يتخيل مسؤولو الشركة أن تصل فاتورة المياه مقدار راتب موظف كامل؟، نعم هذا يحدث في بعض الأحيان مع العدادات الإلكترونية الجديدة، وهناك «خلل ما» يجب تفاديه إن لم يكن خطأ وواقع.. كيف تتجاوز الفاتورة مثلا الـ ٣٠٠٠ ريال، وتأتي الشهر الذي يليه بـ ١٠٠ ريال، هل هذا معقول في أرض الواقع؟!. وما مصير الشكوى؟، تذهب عبر الموقع أو التطبيق، وفوراً خلال يوم أو يومين يأتيك الخبر اليقين، بعدم صحة اعتراضك، وصحة فاتورة المياه، والأعجب أن يأتيك التهديد فوراً: «سدِّد وإلا فصلنا المياه عنك»، وملزم برسوم جديدة عندما تُفكِّر بإعادة توصيل المياه.
والأدهى أن المواطن البسيط، عندما يقف عاجزاً عن تسديد الفاتورة، عليه أن يبحث عن قرض لتسديد فاتورة شركة المياه الموقرة.. لأن طلب التقسيط مرفوض، لماذا؟
لا أعلم، رغم أنه مثلاً عندما تقطع شركة الكهرباء التيار لعدم السداد، وتُسدِّد جزءاً من مبلغ الفاتورة، يتم إعادة التيار لك فوراً.
والعجيب أنه ربما لفاتورة المياه صلة بشركات خاصة تبحث عن تسريب، قد يكون مجهولاً مَن يستفيد من هذه الشركات التابعة للشركة الأم.. لا بأس من فحص التسريبات، ولو إلزامياً كل فترة، ولكن دون لي الذراع بفاتورة عالية.
* خاتمة:
يقول الله تبارك وتعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. فالماء هو أساس الحياة، فلا تسلبوا الحياة من المواطن يا شركة المياه.. فقد وفَّرت حكومتنا الرشيدة -ولله الحمد- المياه من كل مكان، من البر والبحر، لراحة المواطن عبر خطوط المياه التي تغطي أرجاء الوطن بآلاف الكيلو مترات.. فلا تحرموا المواطن منها.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
