Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

من دعابات الأقوال المُسكتة

شذرات

A A
يغلب على الأجوبة المُسكتة البلاغةُ والطرافةُ معاً، وعادة ما تكون مصاحِبة لسرعة بديهة صاحبها.

ويُروى أن الحجاج وجد على الحائط وهو في طريقه الى المسجد هذه العبارة: (قل تمتَّع بكفرك قليلاً إنَّك من أصحاب النار)، فما كان منه إلَّا أن كتب التالي: (قل موتوا بغيظكم إنَّ اللهَ عليمٌ بذات الصدور).

وسأل عمرو بن العاص صاحبه معاوية:

«والله ما أدري يا أمير المؤمنين أشجاعٌ أنت أم جبانٌ؟».. فردَّ معاوية بدهائه المعروف: «شجاع إذا ما أمكنتني فرصة، وإن لم تكن لي فرصة فجبان». ولذلك صدق من قال: لا يفهم الداهية إلَّا داهية.

وفي بعض الأحيان تجد من يغلب بعض الدهاة، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، وذلك عندما قال معاوية لأهل الشام، وكان عنده عقيل بن أبي طالب: يا أهل الشام تقرأون سورة المَسَد؟، قالوا نعم، فقال إن أبا لهب عم هذا، فقال عقيل: يا أهل الشام فإن حمَّالة الحطب عمة هذا، وأشار إلى معاوية.

وجاء رجل الى الشعبي المعروف بالدعابة وقال: إني تزوجت امرأة ووجدتُها عرجاء، فهل لي أن أرُدَّها، فقال الشعبي: إن كنتَ تريد أن تسابق بها فرُدَّها.

وسأل أحدهم الشعبي قائلاً: إذا أردت أن أستحم في نهر، فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟، فقال له: بل باتجاه ثيابك حتى لا تُسرق!

وسأله حاج: هل لي أن أحكَّ جلدي وأنا محرم؟، قال الشعبي: لا حرج، فقال الحاج: إلى متى أستطيع حكَّ جلدي؟، فقال الشعبي: حتى يبدو العظم!

ومما يُروى عن الحجاج بن يوسف الثقفي أنه كان يستحمُّ بالخليج العربي، فأشرف على الغرق، فأنقذه أحد المسلمين، وعندما حمله إلى البر قال له الحجاج: اطلب ما تشاء فطلبُك مجاب، فقال الرجل: ومن أنت حتى تجيبَ لي أي طلب؟، قال: أنا الحجاج الثقفي، فقال الرجل الذي أنقذه: طلبي الوحيد أنني سألتك بالله أن لا تخبر أحداً أنني أنقذتك!

ومن طرائف ما يُروى أن أباً لاحظ أن درجات ابنه في اختبارات نصف العام كلها (صفر)، فسأله: ما هذا يا بني؟!، الرياضيات صفر، ومواد العربي صفر، والتاريخ صفر، والإنجليزي صفر، ما هذا؟!، فردَّ الابن قائلاً: كل العلماء والعظماء بدأوا من الصفر يا أبتِ.

ومما يروى في هذا السياق أيضاً أن أعرابياً معوج الفم وقف أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة ولكنَّ الوالي لم يعطِه شيئاً، وسأله: ما بال فمك معوجّاً، فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس!.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store