Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

حق الكتاب (المدرسي)..!

صدى الميدان

A A
* مع نهاية كل عام دراسي، يتكرر ذلك المشهد (المؤسف) من امتهان للكتاب المدرسي، من عينة من الطلاب الذين (رسبوا) تربوياً مع سبق الإصرار والترصد، مقدمين دليل إثبات ذلك بما يمارسونه من (صلف) تجاه الكتاب المدرسي، في تصرفات تنم عن إخفاق كبير يفرض مواجهة ذلك بما يوقفه من نظام صارم (يثني) عنده كل جاحد ركبه، فالذي تجاوز كل حدود الأدب لا يوقفه إلا عقوبة تكون من القوة بحيث تجعله وأمثاله يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على مثل هذه التصرفات المنافية للمواطنة الصالحة، التي تقدر ما بذله الوطن في سبيل أن تجعل منهم شيئاً مذكوراً.

* فالكتاب المدرسي الذي يقدم (مجاناً) مع ما يحمله من مضامين احترام العلم، وتقدير أدواته، خلفه ميزانية كبيرة ترصد كل عام، والهدف أن يقدم هذا الكتاب في أجمل حلة، وأبهى صورة؛ ليسلم مع بداية العام الدراسي إلى الطالب كأجمل ما تكون (الدافعية) نحو تعلم ميسر، ومنهج واضح، وكتاب محفز للمعلم، والطالب على حد سواء، نحو المضي باتجاه تحقيق تلك الأهداف السامية، التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال ما يعنيه الكتاب المدرسي من (مرجعية)، تمثل ما له من (قيمة)، وتحفظ ماله من (حق).

* يدرك ذلك كل مواطن (يثمن) كم هو الجهد المبذول (مادياً، ومعنوياً) حتى يخرج فيه هذا الكتاب إلى النور، ويسلم إلى الطالب كرفيق عام دراسي، يجد فيه كل ما يعينه على الفهم، والاستيعاب، بل وينقله عبر (الباركود) إلى حيث الاستزادة في الشرح، والإيضاح، في تقديم (مواكب) لما يحققه الوطن من قفزات متسارعة في سباق التحول (الرقمي)، كل ذلك يحدث، والهدف لا يخفى على كل ذي بصيرة، فمن أهم ما يمكن أن يكون عليه الكتاب المدرسي، أن يكون متفاعلاً مع ما وصلت إليه التقنية، وهذا ما تم تحقيقه بكل جدارة، واستحقاق.

* فهل يليق بعد كل هذا الجهد أن (يمتهن) الكتاب المدرسي بأي صورة من صور الامتهان، في وقت تبحث فيه بعض المجتمعات عن مصاحف أو كتب قديمة تعينهم على أداء رسالة العلم، وترفع بعض المشقة عمن ليس لديهم من وسيلة إلا (الألواح)، ونحن في هذا الوطن بما ننعم فيه من يسر التعليم، نصدم بتلك المشاهد (الموجعة) من عينة طلاب إصرارهم على توثيق (جرم) امتهانهم للكتاب المدرسي مؤشر خطير على أننا أمام عينة بقدر ما تفرضه من واجب اتخاذ إجراء حازم تجاههم، فإنه في نفس الوقت يدفع إلى سن أنظمة تحفظ للكتاب المدرسي مكانته، وتفرض احترامه.

* ولعل في (إلزامية) إعادته مع نهاية كل عام دراسي إجراء حان وقته، وبما لا يمكن التنازل عنه، كما أن في ربط ذلك بدرجات (السلوك) دافعًا لضمان سلامة الكتاب المدرسي من أي تصرفات (مستهجنة)، ومن رأى أن خصم الدرجات لا يعنيه بشيء، فإنه بذلك يضع نفسه أمام إجراء (تعليق) نتيجته، وعليه أن يختار بين إعادة الكتب أو دفع التعويض، وهذا هو الضمان الوحيد الذي يحفظ (حق) الكتاب المدرسي، ويرفع عنه ما حل به من بلاء -أقول ذلك بكل أسف- على يد من وضعوه تحت عجلات التفحيط.. وعلمي وسلامتكم.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store