Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عبدالله صادق دحلان

السياحة العلاجية.. ومراكز الاستشفاء الصحي

A A
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الصاعدة بالتميز في العديد من مصادر التنمية الوطنية، والتي من خلالها سعت المملكة في رؤيتها المستقبلية 2030 للاهتمام بالسياحة الوطنية بشكل عام، وبالسياحة العلاجية على وجه الخصوص، والتي تُشكِّل أحد موارد الاستثمار الهامة؛ لتحقيق عوائد مادية كبيرة من خلال توفُّر المقومات الطبيعية، والإمكانيات الطبية الكبيرة في المملكة، التي تساعد في نجاح هذا النمط السياحي.

ونظراً لأن المملكة تمتلك الوجهات السياحية المتميزة التي تنفرد ببعضها على مستوى العالم، وتميزت باستثماراتها المتخصصة في البنية التحتية الخاصة بالقطاع العلاجي والطبي على جميع المستويات، وخاصة أن المملكة تتميز بموقعها الجغرافي ومناخها المناسب في بعض المناطق السياحية في جميع أوقات السنة، كما أن المملكة تتميز بسهولة التنقل منها وإليها إلى جميع أنحاء العالم، من خلال شبكة الطيران الجوي، الذي تميزت بها من خلال توافر مطاراتها الدولية في جميع أنحاء المملكة.

وقد سعت المملكة خلال العقود الماضية للاستثمار في شباب وشابات الوطن، لبناء كوادر طبية متميزة، ذوي خبرات عالمية، كما اهتمت المملكة بالاستثمار بامتلاك أفضل المعدات الطبية التي تنافس بها العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال لخدمة شعبها والمقيمين على أرضها، لتنتقل إلى المرحلة المستقبلية لتقديم الرعاية الطبية للمحتاجين من جميع أنحاء العالم.

إن مثل هذه المشاريع الإستراتيجية، لها من المكاسب التنموية الوطنية العديد من الأهداف، منها على سبيل المثال -لا الحصر- فتح مجالات التوظيف للكوادر الوطنية الطبية والصحية.. دعم المشاركات الدولية وتبادل الخبرات العلمية والمهنية في جميع المجالات الصحية.. تشغيل المرافق السياحية المساندة، كالفنادق والشقق الفندقية ووسائل المواصلات، ومختلف الخدمات العامة.. دعم قطاع الطيران ورحلاته الجوية.. تنمية الاقتصاد التجاري والصناعي في الاحتياجات الاستهلاكية الطبية والعلاجية.. والعديد من الأهداف الأخرى.

وإن اقتراحي اليوم، هو أن يقود صندوق الاستثمارات العامة مشاريع استثمارية متخصصة في مجال الاستشفاء، وليس إنشاء المستشفيات، وإنما الرعاية الصحية بعد العلاج في المستشفيات، ومن هذه المراكز الاستشفائية مراكز الاستشفاء النفسي وعلاج الإدمان، وعلاج العجز المبكر، وأمراض العظام ومصحات تخفيف الأوزان، ومراكز لعلاج التوحد وغيرها، وهي مصحَّات تشتهر بها بعض من الدول، مثل سويسرا وألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، ويرتادها الآلاف من جميع دول العالم والدول العربية، والحقيقة يفتقر السوق السعودي لهذا النوع من المصحات المتخصصة، رغم توفر المناطق المؤهلة لإقامتها فيها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store