أهمية الثقافة التنظيمية

يقصد بالثقافة التنظيمية مجموعة القيم والمعتقدات والمبادئ والأفكار التي توجه الموظفين داخل المنظمة وتؤثر على أدائهم بطريقة معينة.. وتشبه الثقافة بأنها مثل البرامج (Software) التي توجه العقول.

وبرز الاهتمام بهذا التخصص في علم الإدارة منذ الثمانينيات الميلادية، وأخذ الاهتمام به يتزايد في السنوات الأخيرة لكونه يهتم بفهم ثقافة وعقلية الأفراد، ومن خلال هذا الفهم يتم التعامل معهم بطرق أفضل تساعد على تحقيق أهداف المنظمة.

وللثقافة التنظيمية أهداف عديدة من بينها: إنها تقدم للموظفين إرشادات لمعرفة السلوكيات المقبولة وغير المقبولة في المنظمة، وترشدهم إلى مراعاة العادات والتقاليد المرغوبة وغير المرغوبة، وتعطي أعضاء المنظمة شعوراً بالهوية، وتعزز ثبات النظام الاجتماعي، وتقدم لهم الإرشادات التي تساعد على مراعاة نمط الإدارة المناسب وتسهم في مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات وتنفيذ رسالة المنظمة وأهدافها وإستراتيجيتها بوجه عام، كما تساعد على تكيف المنظمة مع التغيير التنظيمي والتأقلم مع الثقافة المجتمعية.

من أهم عناصر الثقافة: القصص، الأمثال، النكت، الاحتفالات، الطقوس، الشعائر، العادات، التقاليد، الأعراف، اللغة، الرموز، الأبطال، النجوم في حياة المنظمة.

للثقافة ثلاثة مستويات رئيسة هي: الحقائق المصنعة (وتشمل الماديات الملموسة واللفظيات والسلوكيات الملموسة)، ثم القيم ثم الافتراضات الأساسية (التي يختزنها الموظف في عقله في اللاشعور وتنعكس على تصرفاته).. والثقافة لها خصائص عديدة من أهمها أنها نظام مركب، ونظام متكامل يتجه إلى الانسجام بين عناصره المختلفة، ونظام تراكمي مستمر من جيل إلى جيل، وهو نظام مكتسب يتغير ويتطور على مر الزمان وله خاصية التكيف مع البيئة.

من أهم آليات تأسيس الثقافة التنظيمية داخل أي منظمة: طريقة اختيار الموظفين، الممارسات الإدارية، التعليم والتدريب، طرق التنشئة المتبعة والطقوس والرموز واللغة واستخداماتها في تشكيل الثقافة المرغوبة.

تصرف الشركات الكبيرة الملايين على تصميم برامج تدريبية لزرع الثقافة التنظيمية المرغوبة من وجهة نظرها والتي تحمل القيم المناسبة لأهدافها ورسالتها.

ومن ضمن الجهات التي تبنت برامج طموحة للثقافة التنظيمية في المملكة العربية السعودية الخطوط الجوية العربية السعودية، شركة أرامكو السعودية، الشركة السعودية الموحدة للكهرباء، أمانة محافظة جدة، أمانة العاصمة المقدسة وغير ذلك من جهات لا يتسع المجال لذكرها جميعاً.

كما أن بعض الجامعات تدرس مواداً في الثقافة التنظيمية لزيادة المعرفة والوعي بأهمية هذا التخصص، وهناك رسائل ماجستير ودكتوراة نوقشت في جامعاتنا السعودية في هذا الموضوع.