Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

تم (القبض)..!

صدى الميدان

A A
* يظل الأمن من أجلّ النعم، التي ينعم بها الإنسان، وهي نعمة لا يعرف قدرها حق المعرفة إلا من فقدها، حيث الأمن حياة، ولا حياة بدون أمن، هذه الحقيقة تتحدث عنها بكل شفافية وصدق، أحوال تلك المجتمعات التي (فقدت) الأمن، فكان ذلك مدعاة لانتشار الجريمة، وسيادة الخوف، الذي سكن قلوب تلك المجتمعات، في ظل سطوة (البلطجة)، وتعدد العصابات، التي لم تكن لولا (انفلات) الأمن، الذي يحفظ للمرء كرامته، ويصون عرضه، ويحمي ويذود عن حقه.

* في صورة من سمو الحياة، تصبح (ذكرى) عندما تحل على أي مجتمع نقمة: (كل من أيدو إلو)، وهذا يعيدنا إلى مصداق حديثه صلى الله عليه وسلم : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، فالله الله ما أعظمه من (جوامع الكلم)، حيث ذلك هو (المطلب) لكل من فقد الأمن، وتذوق مرارة الخوف.

* وعليه فإن (اعتياد) النعمة، مدعاة للغفلة عن تقديرها بما تستحق من (الحمد)، فكثير من النعم لا يشعر بقيمتها إلا من فقدها، في وقت لم يعد أمامه إلا (الندم) الذي لا ينفع، فما يكون منه إلا الاستسلام لذلك الواقع (المر)، الذي قد يفاجئه بما لا يكون في حسبانه، وبما يشعر معه بمرارة (القهر)، حيث لا حول له، ولا قوة على دفعه.

* فكم نشاهد في هذا العالم الفسيح من الحوادث التي يُسلب فيها الشخص عياناً بياناً أو حتى يٌقتل دون أن يجد من ينقذه أو يمد يد العون له، وهذا لم يكن لولا أن الحياة قائمة على معادلة: فراغ لابد أن يملأ، حيث لا حلول وسط، فإن (فراغ) غياب الأمن سيملأ بسطوة (الجريمة) والخوف، كما هي الصحة إذا ذهبت ملأ فراغها (المرض).

* هكذا تسير الحياة، والسعيد من وعظ بغيره، أقول ذلك ونحن ننعم في وطننا الغالي بنعمة (الأمن)، هذه النعمة العظيمة، التي نعيش في ظلالها الوارفة حيثما اتجهنا، دون أن يشغل تفكيرنا ما يبعث القلق والخوف من مصير ينتظرنا، وبما يعكر صفو (أمننا)، وهي صورة تغيب عمن فقد الأمن، حيث ما يشغله هو أمر سلامته، وخوف مع كل أحواله (يتملكه).

* أقول ذلك وشعور الفخر برجال أمننا يطاول السماء مع كل مقطع يتداول، وبما يمثل (سطواً) على جلالة قدر نعمة أمننا أن (تم القبض) مسألة وقت ليس إلا، وهو ما يتم بفضل الله، ثم بيقظة رجال الأمن، الذين يقفون على ثغر عظيم في شأن حماية الوطن، حيث لا أهم من الأمن إلا من يقوم عليه.

* فما يتمتع به رجال أمننا من يقظة وحس أمني رفيع، لاشك أنه بعد فضل الله السبب في أن يصبح هذا الوطن العظيم مضرب مثل في (أمنه)، وأبلغ من يعبر عن ذلك أولئك الذين يأتون إلينا، ويشيدون بذلك إشادة (ذهول)، وبما لم يعهدوه في أوطانهم، وهو ما أقصده من ضرورة الحاجة (بالغة الأهمية) إلى أن نقدر هذه النعمة حق التقدير، بشكر الله عليها أولاً، ثم الشكر لكل القائمين على شأن أمن وطننا، ذلك الشكر الذي يتسامى فخراً، واعتزازاً بهم مع كل إعلان لـ(تم القبض).. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store