Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

لا أفهم.. لماذا يفرضون تعليم الجنس للأطفال؟!

A A
العالم يعيش فوضى كاملة على مختلف الأصعدة.. فهناك نُخب من الناس قرَّروا أن يُجروا تجارب على البشر؛ تشمل كل سكان الأرض.. إلا أنه من الصعب فهم ما الذي يسعون إلى تحقيقه.. فهم أشاعوا فوضى سياسية، استطاع البعض الادعاء أنه فهم ما الذي تستهدفه، وأدخلوا العالم في فوضى اقتصادية؛ قال البعض إنهم يفهمون أسبابها ودواعيها، ولكنهم أدخلوا الناس مؤخراً في فوضى عقائدية ترفض الأديان، والقيم والمثل لكل المجتمعات بدون استثناء.. وأثاروا استغراب الجميع، وتساؤلات الناس فيما يسعى إليه هؤلاء.. فهل هم يريدون تأكيد سيادة قومية على العالم، مثلما فعل النازيون خلال الحرب العالمية الثانية بقتل اليهود في محارق جماعية، إلا أنهم لم يتجهوا إلى ذلك، بل بدأوا بتفعيل مبدأ «حقوق الإنسان»، وتوسَّعوا فيه حتى شمل رفض الأديان وتعاليمها والقيم، والبدء في العمل لرفع المثليين إلى مواقع السلطة، وإرغام الجميع على تقبُّل المثلية والمثليين بمختلف أشكالهم الشاذة. وهي عملية متواصلة منذ عشرات السنين.

ويتذكر الكثيرون منكم نكتة انتشرت على اليوتيوب في مقطع للكوميدي الأيرلندي الساخر «ديف ألين»، يقول فيه: «قبل أيام تحدثت مع رجل ينوي الرحيل، قرر أن يهاجر، قرر ترك هذا البلد، فسألته: لماذا ستهاجر؟، أجاب بسبب الشذوذ الجنسي، قلت له: ما الذي تتحدث عنه - قبل 300 سنة كانت عقوبة الشذوذ الجنسي الإعدام شنقاً أو الإغراق.. قبل مائة سنة كانت العقوبة هي الإعدام شنقاً.. قبل خمسين سنة كانت العقوبة الجلد وعشرين سنة بالسجن.. قبل عشرين سنة أصبحت العقوبة غرامة مائتي جنيه وسنتين سجن.. قبل خمس سنوات تحولت العقوبة إلى غرامة بسيطة ويعفى عنه.. سألته: لماذا ستغادر البلد؟، فقال سأرحل قبل أن يفرضوا الشذوذ الجنسي على الجميع».. توفى ديف ألين، في لندن، انجلترا، عام 2005. إلا أن ما تنبأ به مازحاً يكاد أن يتحقق اليوم.

كتبت الإعلامية الأمريكية جنيفرباليك، مقالاً استقصائياً يوم 15 يونيو 2022، ذكرت فيه أن بعض الأثرياء بأمريكا استخدموا ثرواتهم لتحقيق هدف مشابه لما تقوم به الآلهة. حيث أخذوا يستخدمونه اليوم لإعادة صناعة بيولوجيا البشر، ودفعوا إلى حروب ثقافية مركزة حول الجنس، لجعل الرأي العام يتقبل تحوُّل الرجال إلى نساء، والعكس أيضاً، وتعليم الأطفال في سن الابتدائية أن لهم الحق في تحويل أنفسهم من ذكور إلى إناث والعكس. وأشارت إلى إحدى العائلات الثرية، وهي آل بريتزكرس (PRITZKERS)، من ولاية الينوي، يعمل عدد منهم في السياسة، وكان لهذه العائلة دور رئيسي في دعم حملة أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، للفوز بالرئاسة في أمريكا. ومن أفراد العائلة وزير التجارة السابق بني بريتزكرس، وحاكم ولاية الينوي الحالي.. وتقوم مؤسسة خيرية تابعة للعائلة بتمويل أعمال التحول الجنسي عبر مؤسسات صحية وقانونية وثقافية وتعليمية، وسعت مع مثيلات لها من النخب الأكثر ثراء في أمريكا بتمويل العمليات الطبية، وإنتاج أدوية مناسبة، ودفع المؤسسات والأفراد إلى القبول بذلك، ووضع التشريعات على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالي لهذا الغرض. وكمثال أعلن مركز رونالد ريجان الطبي في جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، عام 2018، عن إجراء عمليات في هذا الشأن، حيث تقوم عائلة بريتزكرس بالتبرع للشابات اللائي يعتقدن أنهن يمكن أن يكن ذكوراً، ليتم قطع أعضائهن الجنسية، وتمكينهن من التحول.. وفي أغسطس من العام الماضي وقَّع الحاكم بريتزكرس قانون تدريس الجنس في مدارس ولاية الينوي، الذي يُلزم المدارس بتدريس الطلبة الصغار الجنس، للتمييز بين مختلف أنواع الجنس، «ويشمل ذلك تعليم الجنسين من الأطفال الجنس، من الأمام والخلف».

رغبت في مقالي الأسبوع الماضي، وهذا المقال، التركيز على ما يحدث في الغرب، والتمويل الضخم له، تحت عنوان (الصحوة)، والاحتمالات المؤكدة لنشر وانتشار ذلك في مختلف أنحاء العالم. وضرورة التفكير الجاد من الآن في السبل التي يمكن لمجتمعاتنا حماية نفسها من هذه الهجمات بدون أن نُتهم بخرق حقوق الإنسان، أو اتهامنا بالتخلف. وليس لدينا وقت طويل لذلك، ولكن لدينا عقول كثيرة في مختلف أنحاء العالم العربي، وتعاطف ضد هذه الحملة الغربية من قبل دول ومجتمعات وشعوب إفريقيا وآسيا، وعلينا أن نستفيد من كل ذلك إن أردنا إنقاذ أولادنا وأحفادنا مما هو زاحف علينا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store