تمر هذه الأيام الذكرى 32 لغزو دولة الكويت من قبل الجيش العراقي بقيادة صدام حسين فجر يوم 2 أغسطس 1990، إذ حوّل هذا الغزو منطقة الخليج إلى منطقة ملتهبة، لم يطرأ قبلها في خلد أي إنسان أن تغزو دولة عربية دولة عربية أخرى وتحتلها على مرأى من العالم.
فجاء السؤال المهم الذي يطرح باستمرار: لماذا غزا العراق الكويت آنذاك؟
وبداية لابدّ من الإشارة إلى أن الحرب العراقية الإيرانية اندلعت عام 1980 لأسباب كثيرة ليس هذا المقال مجال لذكرها، واستمرت ثماني سنوات بعد أن اعتقدت القيادة العراقية حينها أنها لن تستمر سوى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على الأكثر!
وفي خضم تلك الحرب الضارية، عقد مجلس الأمن الوطني العراقي اجتماعاً سرياً في منتصف الثمانينات (عام 1986) ويؤكد حامد علوان الجبوري أنه حضر هذا الاجتماع بصفته وزيراً للخارجية بالوكالة، وأن الاجتماع امتد لساعات وكان جدول الأعمال يحوي موضوعاً واحد فقط هو: مناقشة كيفية التعامل مع الجيش العراقي بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية؛ بمعنى أنه يبحث عن طريقة ما لتتعامل بها الدولة العراقية مع جيشها الضخم، الذي فاق عدده مليون جندي، حين تنتهي الحرب ويعود الجنود إلى ثكناتهم.
وفي عام 1984 كان قد صدر فيلم كوميدي أمريكي بعنوان الدفاع الأفضل (Best Defense) يصوّر بشكل كوميدي غزو الجيش العراقي للكويت، وقد أشار الدكتور جاك شاهين لهذا الفيلم بمقالة في العدد (353) من مجلة (العربي) الكويتية الصادرة في أبريل 1988 أشار فيه «كيف يقوم الجيش العراقي بمهاجمة الكويت، إن أي شخص يعرف ولو قدراً ضئيلاً من المعلومات عن الوطن العربي لا يمكن أن يظهر القوات العراقية وهي تصب حممها على الكويت، فالكويت والعراق قطران عربيان جاران، كما أن الكويت لم تطلب أبداً مساعدة القوات الأمريكية لمواجهة قوات عربية حليفة»، ويؤكد الكاتب أن فيلم (الدفاع الأفضل) مبني على معلومات في كتاب صدر عام 1975 بعنوان «طرق سهلة وصعبة للخروج» لمؤلفه (روبرت جروسباك) يتناول فيه دخول الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام، ويتساءل الكاتب جاك شاهين مستنكراً: لماذا يعمد المخرج إلى تغيير صلب الموضوع ويحول الأحداث من فيتنام إلى الكويت؟!
لم يكن أحد يتوقع أن يهدد العراق في عهد صدام أشقاءه في دول الخليج، فالمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة دعمت العراق خلال الحرب مع إيران بمليارات الدولارات وكان ذلك سبباً في صموده طوال ثماني سنوات، على الرغم من أن التاريخ يحوي فصلاً رمادياً تمثّل في إعلان الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم -خلال مؤتمر صحفي- في 25 يونيو 1961 عن نيته ضم الكويت مدعيًا أنها أرض عراقية فصلها الاستعمار البريطاني، وذلك بعد عدة أيام على استقلالها عن بريطانيا، فقامت القيادة العراقية بتحريك أولوية المشاة والمدرعات إلى جنوبي العراق حتى منطقة الحدود بين البلدين.
@suodalblwi1
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
