Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

عوائق التنمية.. الداء والدواء

A A
في هذه المرحلة الزمنية تعيش مملكتنا الحبيبة حالة تسارع وتباعد في خطواتها التنموية التي تضمنتها خطتنا التنموية الطموحة 2030 وبلا شك أن هذا التسارع في الخطوات لابد وأن يصطدم ببعض العقبات والمعوقات التي تبرز أثناء التنفيذ بفعل المستجدات الصادمة كالعجز أو الخمول البشري عن مسايرتها واتساع الفجوة بين السيل العارم من المنتجات الإلكترونية وبين الفكر البشري العاجز عن استيعابها أو استيعاب بعضها والذي ترتب عليه خمول التنفيذ وتعدد الصعوبات وعدم دقة المنتج.

وفي جانب آخر لا يقل أهمية عن سابقه نجد أن البعض من مؤسساتنا الحكومية قد اهتمت بالكم وتناست الكيف واهتمت بجمع المال وأبدعت في ابتكار وسائله وتناست أن الجودة في المنتج وما يقدمه للمجتمع هو الأساس أو فلنقل هو المعيار الحقيقي للجودة، ولعلنا من خلال ذلك نطرح بعض الأمثلة التي نؤكد ما ذكرناه سلفاً على سببل التمثيل لا الحصر كحال محاكمنا العدلية التي كانت خلال العقود السابقة تعيش أعتق الأساليب وأقدمها قد وجدت نفسها أمام هذا السيل العارم من المنتجات التقنية التي أصبحت الأساس في تنفيذ مهامها و نجدها تعجز عن تنفيذ تلك المهام حيث يمكن القول عنها إنها تمثلت بقصة الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحمامة فعجز عن ذلك ثم وجد نفسه عاجزاً عن العودة إلى مشيته الأولى.

وفي جانب آخر نجد أن وزارة التعليم التي يفترض أن تكون هي الرائدة في استيعاب وتنفيذ تلك التقنيات التي أصبحت الأساس في تنفيذ مهامها قد وجدت نفسها سجينة داخل إطار طرائق الحفظ والتلقين والتنفيذ التقليدي للمهام وعجزت عن استيعاب تلك المخرجات التقنية، ولعلي هنا ومن خلال هذا المنبر أطالب القائمين على هذه المؤسسة التي أراها تعد القاعدة التي ينطلق منها كل الكوادر التي تقوم عليها العملية التنموية برمتها بأن يعيدوا النظر في كافة العناصر التعليمية وفي مقدمة تلك العناصر المناهج الدراسية التي يستوجب أن تقوم في محتواها على التطبيق وتنمية المهارات المهنية والفكرية والإبداعية وإعادة النظر في إعداد معلميها وتدريبهم وتنمية مهارات التفكير لديهم ففاقد الشيء لا يعطيه كحال الكثير منهم وفي تهيئة مبانيها بالمعامل ومراكز تنمية المهارات.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store